تحت العنوان أعلاه، كتبت نتاليا يريمينا، في “أوراسيا إكسبرت”، عن ضعف الاتحاد الأوروبي أمام تركيا وتمادي أردوغان.
وجاء في المقال: أزمة الهجرة التي نشأت في الاتحاد الأوروبي على خلفية القتال المستمر في سوريا والتوتر في الشرق الأوسط ككل، وكذلك الوضع المضطرب في عدد من الدول الإفريقية، لم تتم تسويتها بصورة نهائية بعد.
يرتبط تفاقم الوضع الحالي برغبة الرئيس التركي، رجب أردوغان، اللعب بسرعة وجذرية في عدة اتجاهات. فهو، من ناحية، يريد أن يثبت لبروكسل أهمية تركيا لاستقرار الاتحاد الأوروبي، بل وأكثر من ذلك، الإيحاء بعدم إمكانية ضمان الأمن في الفضاء الأوروبي المشترك على الإطلاق من دونها؛ ومن ناحية أخرى، يوضح لروسيا وللاعبين الآخرين في هذه المنطقة أن ما يعنيه بالدرجة الأولى أجندته الخاصة، ولا يمكن تجاهل مصالحه دون عقاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن النظر إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي كمحاولة لجعل أوروبا تقف ضد روسيا في المسألة السورية.
يستخدم الجانب التركي اللاجئين كمفتاح لجميع الأبواب، أي كأداة واحدة لحل مجموعة معقدة من القضايا. وقد تمكنت أنقرة بالفعل من تحقيق هدفها في هذا الاتجاه.
على الأقل، تمكنت أنقرة من إظهار حساسية بروكسل تجاه الهجرة، وهي مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فمن المعروف كيف تسببت قضية الحصص في نقاش ساخن بين دوله.
لا يستطيع الاتحاد الأوروبي، حتى الآن، تطوير نهج مشترك تجاه تركيا، التي تفضّل بوضوح إبرام اتفاقيات مع الدول الأعضاء بصورة فردية، وليس مع الاتحاد الأوروبي ككل.
وكلمات بروكسل التي تفيد بالاستعداد لشراكة واسعة النطاق مع تركيا، إذا عادت إلى المعايير الديمقراطية، من المستبعد أن يكون لها تأثير في أنقرة، التي ترفض الآن بشدة أي ضغوط. إلى ذلك، فالاتحاد الأوروبي مضطر إلى مواصلة التعاون مع تركيا في مجال الهجرة، مع عدم قدرته على التأثير ليس فقط فيها، إنما وفي الوضع في سوريا، لأن ذلك يتطلب إقامة حوار مع روسيا. وهكذا، فلا يبقى أمام بروكسل سوى الانتقال إلى الدفاع وتقوية الحدود.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب