تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر أكوبوف، في “فزغلياد”، حول تخوف روسي من غدر تركي وحسابات موسكو في هذا الشأن.
وجاء في المقال: جرت محادثة هاتفية، الأربعاء، بين فلاديمير بوتين ورجب أردوغان حول الوضع في إدلب.
يتبادلان الطرفان اللوم. وقد عاد المسؤولون الأتراك، في الأيام الأخيرة، إلى الحديث عن دعم الناتو، ولم يستبعد أردوغان إجراء مباحثات مع ترامب حول موضوع إدلب. فهل نحتاج إلى انتظار طعنة جديدة في الظهر من أردوغان، كما حصل في نوفمبر 2015، عندما أسقط الأتراك طائرة سو-24 الروسية؟
يستبعد عمليا مثل هذا التطور للأحداث. فعلى الرغم من رغبة أردوغان الشديدة في السيطرة على شمال سوريا وجزء من إدلب، إلا أنه لن يخرب العلاقات مع روسيا بسبب فقدانه بعض الأراضي السورية. تصريحاته الصاخبة، مفهومة: الوضع في سوريا مهم للغاية بالنسبة لتركيا، سواء لأسباب سياسية خارجية أو داخلية، ناهيكم بمسألة الأمن القومي. وسيطرة الأسد الكاملة على سوريا، أمر لا مفر منه. إنما لأردوغان مصلحة في إطالة هذه العملية أطول فترة ممكنة وعدم شمولها المناطق الحدودية التي تريد تركيا إبقاءها تحت رعايتها. يريد أردوغان السيطرة على جزء من سوريا حتى تتم عودة اللاجئين (وهناك عدة ملايين منهم في تركيا) ونزع سلاح الأكراد.
روسيا، مستعدة لأخذ المصالح التركية في عين الاعتبار، لكن ليس لها إلا أن تتفهم رغبة دمشق في استعادة وحدة البلد بأسرع وقت. ومع أن اتفاقات سوتشي للعام 2018 رسمت حدود مناطق النفوذ في إدلب، لكن كان من الواضح أنها لا يمكن أن تكون أبدية.
وهكذا، فعلى الرغم من أهمية سوريا بالنسبة لتركيا، فإن أردوغان لن يخاطر بعلاقاته مع روسيا. فقد قال، الأسبوع الماضي، في معرض تعليقه على الوضع في إدلب: “لدينا مبادرات استراتيجية جادة للغاية مع روسيا”، وذكر الطاقة النووية، و”السيل التركي”، وإس-400، وأضاف: ” لا نحتاج إلى الدخول في صراع أو تضاد خطير مع روسيا في هذه المرحلة”. ليس هناك شك في أن الرئيس التركي يدرك جيدا أن لدى فلاديمير بوتين توجها مشابها.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة