هل تقع الحرب السادسة عشرة بين روسيا وتركيا في سورية ؟!!! ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

هل تقع الحرب السادسة عشرة بين روسيا وتركيا في سورية ؟!!! ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف
هل تقع الحرب السادسة عشرة بين روسيا وتركيا في سورية ؟!!! ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

بحسب المعطيات الأخيرة التي حدثت وتحدث في سورية وخصوصاً في محافظة إدلب تبين للعالم أمراً واحداً وهو أن التركي إذا دخل أي منطقة لن يخرج منها إلا بالقوة ولن نذهب بعيداً في الزمن فقواته دخلت إلى قبرص (20 يوليو/تموز 1974) ولم تخرج حتى الآن ولازال يتشبث بوجود القوات التركية في قاعدة بعشيقة العراقية التي دخلها في عام 2015 بناءا على طلب حليفه رئيس إقليم كردستان العراق آنذاك مسعود بارزاني بحجة تدريب القوات المحلية ،على الرغم من الرفض الرسمي والشعبي العراقي.

في سورية احتلت القوات التركية مناطق في شمال حلب بما أسماها أردوغان (عملية درع الفرات ) 24آب/أغسطس 2016 واحتل عفرين 20 يناير/كانون الثاني 2018 أو ما أسماها عملية (غصن الزيتون) ومن ثم قام باحتلال المناطق الممتدة ما بين رأس العين وتل أبيض في عملية اطلق عليها عملية (نبع السلام ) في التاسع من أكتوبر/تشرين أول 2019 .

وهو اليوم يتشبث في ادلب التي أدخل إليها قواته بموجب تفاهمات آستانة /2017/ مع كل من روسيا وإيران وحتى اتفاق سوتشي الذي وقعه أردوغان مع بوتين في أيلول سبتمبر 2018 انقلب عليه بعد أن ماطل في تطبيقه ما يعني الوصول إلى حتمية المواجهة بين الجانبين التركي والروسي وإلا فإن تركيا ستبقى في إدلب ليس فقط لحماية الجماعات الإرهابية الراديكالية القاعدية وإنما لتكون هذه المنطقة  (القاعدة الأطلسية الجديدة) في وجه قاعدة حميم التي أقامها الروس في اللاذقية عام /2015/ وأعتقد أن الروسي أخطأ في الحسابات عندما سمح لتركيا بإقامة اثنتي عشرة نقطة مراقبة ما سمح للجيش التركي بدخول منطقة حيوية جداً لروسيا وسورية وكانت النتيجة أن التركي استغل الدخول وبدأ بتزويد الجماعات الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) والحزب الاسلامي التركستاني (الايغور) وأجناد القوقاز (الشيشان) .. الخ بأحدث أنواع الأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى التي استخدمها هؤلاء في مهاجمة الجيش السوري وقاعدة حميم لا بل قام مؤخراً بتسليح المجموعات الإرهابية بالصواريخ المضادة للطيران حتى أنه التحم بهذه المجموعات بشكل كلي وضمهم إلى الجيش التركي سواء بلباس أو العتاد وهو ما ذكره وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بعد الضربة الجوية الروسية السورية للقوات التركية التي كانت متواجدة في ليون إلى جانب المجموعات الارهابية .

ومن هنا فإن مطالبة تركيا لروسيا وسورية بالعودة إلى خطوط ما قبل سوتشي يعني إقامة قاعدة أطلسية متقدمة في إدلب في مواجهة قاعدة حميم ومن هنا شاهدنا إصرار دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا  على عودة الجيش السوري إلى ما أسموه (خطوط سوتشي) وكأن الأمر متفق عليه بين تركيا وهذه الدول!

لذا ستجد روسيا نفسها في النهاية أنها أمام حلين لا ثالث لهما : إما القبول ببقاء (قاعدة أطلسية ) تضم أعتى المجموعات الاسلامية الراديكالية برعاية تركية أطلسية في مواجهة قاعدة حميم وهذا أكبر خطر سيواجه روسيا في الشرق الأوسط ! أو أنها ستجد نفسها مضطرة لإعلان الحرب على تركيا وإخراجها من كامل الأراضي السورية باعتبار أن روسيا جاءت إلى سورية للقضاء على الإرهاب الراديكالي في المقام الأول ، أما إذا لم تفعل ذلك فالسقوط الروسي في سورية أصبح حتمياً ، أما إذا قامت بما يمليه عليها الواقع الاستراتيجي فستخرج تركيا مهزومة في حرب ستكون السابعة عشرة بينهما ولن تجد تركيا وقتها من يقف إلى جانبها إلا في الإعلام وهذا السيناريو أصبح حتمياً لسببين : الأول . . أن روسيا اختبرت تركيا وتيقنت أنه لا يمكن الوثوق بأردوغان ، وأنه لن يطبق اتفاق سوتشي ولن يخرج قواته من ادلب وهو الذي يتمسك بوجود قواته في هذه المحافظة ويدّعي أن هذا ما نصت عليه اتفاقات سوتشي.

الثاني : أن المسألة أصبحت مسألة أمن قومي روسي كما حصل معها في كل من جورجيا وأوكرانيا ما اضطرها للتدخل عسكرياً.

وكما يقال إذا كانت آخر الحلول هي الكي فإن هذا ما ستصل إليه روسيا في سورية ولو متأخرة.

وهذه هي الحروب الروسية التركية هي :

الحرب الروسية التركية (1568-1570)

الحرب الروسية القرمية (1571)

الحرب الروسية التركية (1676-1681)

الحرب الروسية التركية (1686-1700)

الحرب الروسية التركية (1710-1711)

الحرب الروسية التركية (1735-1739)

الحرب الروسية التركية (1768-1774)

الحرب الروسية التركية (1787-1792)

الحرب الروسية التركية (1806-1812)

حرب استقلال اليونان (1821 – 1832)

الحرب الروسية التركية (1828-1829)

الحرب الروسية التركية (1853-1856) (حرب القرم)

الحرب الروسية التركية (1877-1878)

الحرب الروسية التركية (1914-1918) (الحرب العالمية الأولى)

الحرب السوڤييتية التركية (1917-1922) (جزء من الحرب الأهلية الروسية)

*غسان رمضان يوسف – باحث في الشؤون التركية – رئيس تحرير موقع اصدقاء سورية