لبنانية تبكي أطفالها الثلاثة ولكنها لا تكره من قتلهم

“لا أستطيع أن أكره الرجل الذي قتل أولادي الثلاثه”، هذا ما قالته السيدة الأسترالية من أصل لبناني (ليلى جعجع) في آخر ظهور لها وهي تقف عند مكان الحادث الذي قتل فيه أطفالها الثلاثة (أنتوني عبد الله) 13 عامًا، وشقيقته (أنجلينا) 12 عامًا، و(سيينا ) 9 أعوام، مع قريبتهما (فيرونيك صقر) 11 عامًا، عندما اصطدمت بهم السيارة بينما كانوا يسيرون على الرصيف وأردفت قائلة: “أريد أن أسامح القاتل، ولكني لا أريد أن أراه وأتمنى أن تكون المحكمة عادلة في إدانته”.

وقد ظهرت الأم الثكلى وهي حزينة ومحبطة وكانت محاطة بنساء الحي ووسائل الإعلام الأسترالية التي سألتها عن شعورها وهي تفقد ثلاثة من أولادها دفعة واحدة وأجابت إنها لا تصدق ما حدث وتشعر بأنه غير حقيقي وغير واقعي، ثم عادت لتؤكد على أنها حزينة جداً ولكنها تشعر بسلام داخلي لأنها تعرف أن أطفالها ملائكة وهم الآن في مكان أفضل.

السائق المخمور ينهي حياة الأطفال



تبدأ الحكاية عندما دهس سائق مخمور يقود سيارة رباعية الدفع مجموعة من الأطفال الأستراليين من أصل لبناني يعيشون في ضاحية أوتلاندز في غربي سيدني، وقد أسفر الحادث عن مقتل أربعة منهم هم ثلاثة أشقاء وقريبتهم، كما أصيب ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، بحسب ما أعلنته السلطات الأسترالية التي أشارت إلى أن السائق شاب يبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، وأنه سيمثل أمام المحكمة التي وجهت إليه 20 تهمة بينها القتل غير العمد والقيادة تحت تأثير الخمر، والتي أدت إلى انحراف سيارته ودهس الأطفال السبعة الذين كانوا على الرصيف وقد فارق أربعة منهم الحياة فيما نقل الآخرون إلى المستشفى.

الأب المفجوع لا يستوعب الصدمة



وكان الأب (داني عبد الله) قد ظهر على وسائل الإعلام وأكد أنه قد خسر نصف عدد أولاده الستة وهو يشعر وكأنه مخدر وغير قادر على استيعاب الصدمة، وأن هؤلاء الأطفال بريئين ومسالمين وكانوا يقودون دراجاتهم على الرصيف في طريقهم لشراء الآيس كريم من محل قريب من البيت ويستمتعون بصحبة بعضهم البعض, فيما أعلنت الشرطة الأسترالية في تحقيقاتها الأولية أن الدهس لم يكن متعمداً وأن السائق كان مخموراً وهنالك نسبة من الكحول في دمه تتجاوز ثلاثة أضعاف الحد المسموح به، وأن الشرطة قد حضرت بعد أن تجمع المارة وقت الحادث ومنعوا السائق من مغادرة المكان.

من جانب آخر خرج والدا السائق القاتل عن صمتهما وتحدث الأب عن الدمار الهائل الذي يشعر به جراء ما فعله ابنه، وأنه وزوجته لا يجدان الكلمات التي تعبر عن أسفهما وحزنها لما حدث، وأن ابنهما يعيش الآن صدمة كبيرة ولا يستطيع تصديق ما حدث لأنه طيب القلب ويفهم عواقب ما فعل خاصة وأن الحزن ليس غريباً على عائلتنا فقد فقدنا ابنتنا العزيزة قبل عشر سنوات ونفهم معنى الفقدان.