أردوغان في حالة هجوم: علامات بعث الامبراطورية العثمانية

تحت العنوان أعلاه، كتب الكسندر سامسونوف، في “فوينيه أوبزرينيه”، عن خطوات أردوغان لبناء مشروعه الامبراطوري ونجاحاته على حساب روسيا وغيرها.

وجاء في المقال: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت تركيا تدريجياً في بناء سياسة عسكرية وسياسية واقتصادية جديدة في المناطق التي كانت في السابق جزءا من الإمبراطورية العثمانية، في البلقان والشرق الأوسط والقوقاز. وهذه العملية ملحوظة بشكل خاص في ظل حكم رجب أردوغان.

في تركيا نفسها، تحت حكم أردوغان، يُلاحظ مسار واضح نحو أسلمة المجتمع. وأردوغان، لا يتصرف كرئيس منتخب ديمقراطياً، إنما كخليفة وسلطان، كرئيس العالم الإسلامي والتركي. تركيا الجديدة “الخلافة الحمراء”، مركز العالم الإسلامي والتركي؛ وأردوغان، رئيس لجميع المسلمين. تطمح أنقرة إلى زعامة “الاتحاد التركي” (طوران)، عبر محاولة توحيد الدول التركية من حولها، أي أذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان. ولتركيا مصالحها الخاصة في القرم، وفي تتارستان وبشكيريا. وفي العام 2009، أنشئ المجلس التركي ومقره اسطنبول.

إلى ذلك، فقد أحبطت أنقرة بنجاح ملحوظ خطط موسكو في سوريا. وخُفض “السيل التركي” من 4 خطوط إلى خطين، وحصل أردوغان على ورقة رابحة لابتزاز موسكو. كما أن أنقرة خفضت بشكل كبير مشتريات الغاز الروسي، وزادت مشترياتها من مصادر أخرى. زد على ذلك، فالأتراك يعتزمون تشغيل خط أنابيب الغاز عبر بحر قزوين، والذي سيربط أذربيجان وتركمانستان، وربما كازاخستان. وهذا يعني تحول تركيا إلى مركز رئيس للغاز.

والآن، دخلت أنقرة الحرب في ليبيا، نحو الطاقة. تسعى تركيا، بالتحالف مع قطر، ومن خلال حكومة السراج في طرابلس، للسيطرة على المنطقة البحرية الليبية لتشكل تهديدا لخط أنابيب الغاز الواعد إلى أوروبا من الحقول الكبيرة في شرق البحر المتوسط. المناطق مترابطة، ما يتيح لأنقرة إملاء شروط إنشاء خطوط الأنابيب. تعارض تركيا وقطر تحالف “غاز” آخر، بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ومصر والسودان وروسيا، التحالف الذي يقاتل بيد جيش المشير حفتر. ومصالح كل من فرنسا وجمهورية قبرص واليونان على صلة. وهكذا، أصبحت ليبيا ساحة معركة بين لاعبين أقوياء.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة