مشاكل الاكتئاب المزمن: كل ما يحدث منذ البداية إلى العلاج

إذا كان سبب حدوث نوبة الاكتئاب الأولى معروف ومحدد بشكل واضح في الغالب، بسبب الإجهاد الشديد، أو التعرّض إلى فجيعة والشعور بالحزن الشديد، فإنَّ الانتقال إلى الاكتئاب المزمن، يتميز بالانفصال عن الاكتئاب في ما يتعلق بتلك العوامل التي سببت إطلاقه.
وبناءً عليه، يبدو أنّ النوبات الاكتئابية المبدئية، قد خلقت نوعًا من الضعف أو الهشاشة، سهّلت الانتقال إلى الاكتئاب المزمن.

اكتشفو مشاكل الاكتئاب المزمن في الآتي:


تتحدث الإحصائيات عن نفسها: بعد التعرّض إلى نوبة اكتئاب شديدة، يزيد خطر حدوث نوبة جديدة أكثر بحوالى 14 مرة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يتعرضوا إلى نوبة في السابق.
ويشير بعض العلماء إلى أنّ الاكتئاب المزمن هو انعكاس لنشاط مستقل في الدماغ، يعتمد على آليات عصبية كيميائية معقدة.



حذار من الاكتئاب المبكّر

أتاحت الأبحاث السريرية تسليط الضوء على عدد من العوامل، التي يمكن أن تعزز الانتقال إلى الاكتئاب المزمن. ويبدو أنّ السن المبكّرة لظهور العلامات الأولى للنوبات الاكتئابية، تلعب دورًا، إذ كلما حدثت نوبة الاكتئاب الأولى في سن مبكّرة، زاد خطر تكرار ظهورها بقوة كما يبدو.



الاضطرابات الهرمونية والحالات الاكتئابية


هناك عوامل أخرى تتدخل في المسألة. إذ يبدو أنّ بعض الاضطرابات الهرمونية تلعب دورًا في حدوث الاكتئاب، كما أنّ اضطرابات النوم أو عدم التعرّض الكافي إلى ضوء النهار، عوامل لها صلة جميعها في حدوث النوبات الاكتئابية.
إنَّ أنظمة الغدد الصمّاء العصبية التي ترتبط بتنظيم النوم، وتلك التي يعتمد عليها مزاجنا، لها صلة بذلك أيضًا. وقد تمَّ كذلك إثبات أنَّ الأرق المزمن يسهّل ظهور نوبات الإكتئاب، والعكس من ذلك صحيح.
وبالطريقة نفسها، فإنَّ التعرّض بشكل غير كافٍ إلى ضوء الشمس، يؤدي أحيانًا إلى اضطرابات النوم والاكتئاب. علاوة على ذلك، فإنَّ هذين العاملين منتشران على نطاق واسع لدى سكان البلدان الشمالية، الذين يعيشون أشهر الشتاء الطويلة في الظلام.



علاج الاكتئاب المزمن

يبدو أنَّ غياب العلاج الفعّال عند ظهور أول نوبة اكتئاب، من العوامل التي تلعب دورًا في تكرار حدوث نوبات الاكتئاب.
وللحدّ من حدوث أيّ انتكاسة يجب أن يتمّ العلاج في إطار قواعد معينة:
• وصف أدوية مضادات الاكتئاب لمدة 6 إلى 8 أسابيع، وأثناء ذلك يجب مراقبة المريض بانتظام طوال أسبوعين، من أجل المتابعة والتقييم النفسي، وتعديل جرعات أدوية مضادات الاكتئاب، يتبعها علاج للتأكيد والمتابعة (للصيانة) لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
• يبدو أنَّ العلاج النفسي وأساليب العلاج المعرفي – السلوكي، تعطي نتائج جيدة تمامًا مثل مضادات الاكتئاب، ولا مانع من دمج أسلوبي العلاج المعرفي – السلوكي مع مضادات الاكتئاب.
بناءً على ذلك، يمكن علاج ما نسبته من 80 إلى 90 في المئة من المرضى الذين يعانون الاكتئاب العميق بنجاح.
وإضافة إلى ذلك، فإنَّ العلاج الذي يخضع إلى متابعة جيدة، سوف يخفّض معدلات الانتكاس من نسبة 60 في المئة إلى 10 في المئة.

المصدر :سيدتي نت