قراءات في 59 فيلماً مصرياً بعد عام 2011 جديد إصدارات المؤسسة العامة للسينما

عرفت السينما المصرية بعد عام 2011 انتكاسة حقيقية ولا سيما أنها تعد إحدى أهم الصناعات السينمائية في الوطن العربي فتراجع عدد الأفلام المنتجة وتضاءل الجمهور المتابع في الصالات ولكنها استطاعت في السنوات الأخيرة تجاوز تداعيات تلك الأزمة دون أن تنجو بالكامل من آثارها.

ويضم الكتاب الصادر حديثا عن المؤسسة العامة للسينما تحت عنوان “سينما ما بعد الحراك.. قراءات في الأفلام المصرية بعد يناير 2011” للناقد أحمد شوقي أهم الأفلام المؤثرة منذ كانون الثاني 2011 حتى آذار 2018 عبر 61 مقالا عن تسعة وخمسين فيلما روائيا وتسجيليا وفنيا وتجاريا صنفها المؤلف بين الجيد والمتواضع ليقدم من خلالها نظرة عامة على ما جرى في السينما المصرية خلال هذه الأعوام الحافلة.

ويبين الناقد شوقي في مقدمة الكتاب أن الأحداث التي عصفت بمصر منذ العام 2011 أثرت بشكل مباشر في صناعة السينما حيث اختفت أسماء كانت ملء السمع والبصر وصعدت أخرى ابنة المرحلة الجديدة تقنيا وفكريا وولدت اتجاهات وأنواع سينمائية لا يمكن أن تنسب كلها لما جرى من أحداث بل أن بعضها مرتبط بحراك السينما العالمي والثورة التقنية الرقمية.

أما القراءات التي احتواها الكتاب فقد نشرها شوقي في صحف ومواقع بفترات متباعدة ليعرض خلالها أفلاما من شتى المدارس فمن الكوميديا الرومانسية اختار فيلم “غش الزوجية” بطولة رامز جلال حيث ينتقد المؤلف نقل الحبكة من أعمال أمريكية مماثلة لتلائم البيئة المصرية ثم أمركتها مجددا.

ويشير المؤلف ايضا إلى الاقتباس المباشر في الأفلام المصرية خلال هذه السنوات عبر عمل حمل اسم “الحرب العالمية الثالثة” للثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو الذي استلهم فكرته من الفيلم الأمريكي ليلة في المتحف.

ويتوقف شوقي عند فيلم “صنع في مصر” ليشير إلى تكرار الشخصيات التي يؤديها أحمد حلمي بأعماله من حيث المستوى الاجتماعي والصفة الإنسانية والتجربة الخارقة والبناء الدرامي للحكاية وتفعيلة الأحداث داخلها.

ويخصص شوقي جانبا لسينما المخرج عندما يتحدث عن فيلم “فتاة المصنع” أحد الأعمال الأخيرة للمخرج الراحل محمد خان معتبرا أنه عمل يستحق الاحتفاء ففيه صياغة سينمائية خفيفة على الروح تظهر أحيانا بطابع مشرق وكاريكاتوري ومرات بثقل ايقاعي.

ونجد في قراءات شوقي أعمالا جمعت النجاح التجاري والمستوى الفني مثل فيلم “الخلية” إخراج أحمد العريان وبطولة أحمد عز حيث يعتبره واحدا من أهم الأفلام المصرية التجارية التي صنعت في الأعوام الأخيرة من خلال نصه المتماسك وحكايته المثيرة وتحقيقه المتعة.

الكتاب الذي يقع في 359 صفحة من القطع الكبير يشكل فرصة حقيقية للاطلاع على حركة السينما في مصر خلال هذا العقد بعيدا عما تفرضه قنوات العرض التجاري على المشاهد.

سانا