بعيدا عن الملف النووي لبيونغ يانغ، أصبحت شوارب السفير الأمريكي لدى سيئول، هاري هاريس، مصدر توتر جديدا في شبه الجزيرة الكورية.
ومنذ تعيينه لمنصبه الحالي في يوليو 2018، يتعرض هاريس، أميرال متقاعد (63 عاما) كانت والدته يابانية، لانتقادات متصاعدة في كوريا الجنوبية بسبب شواربه الكثيفة التي تذكر كثيرين من مواطني البلاد بحقبة الاستعمار الياباني (1910-1945).
وفي الوقت الذي لا يزال فيه الاستعمار أحد أبرز ملفات التوتر بين سيئول وطوكيو، يهاجم كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الكوريين الجنوبيين السفير الأمريكي، مشيرين إلى أن جميع الحكام العامين اليابانيين الثمانية خلال فترة الاستعمار كانت لديهم شوارب مماثلة.
ولفتت صحيفة Korea Times إلى أن هاريس يوصف في كثير من الأحوال بأنه “ليس سفيرا بل حاكم عام”، مشيرة إلى أن ذلك يتوافق مع رؤية جديدة للولايات المتحدة كدولة لا تحترم كوريا الجنوبية وتحاول إخضاعها قسرا لنفوذها.
وكان مقر إقامة السفير الأمريكي قد تعرض في أكتوبر الماضي لمحاولة اقتحام من قبل عشرات الطلبة الغاضبين من دعم هاريس لطلب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب من سيئول دفع خمسة مليارات دولار ضمن تقاسم أعباء تواجد القوات الأمريكية في البلاد، ما يتجاوز بخمسة أضعاف مبلغ العام الماضي.
وتطرق هاريس في تصريحات صحفية مؤخرا إلى الانتقادات الموجهة إليه، مبديا قناعته بأن سببها لا يعود إلى شواربه بل إلى أصوله اليابانية.
وأكد السفير أنه قرر تربية الشوارب عند انتقاله إلى العمل الدبلوماسي بعد 40 عاما من الخدمة في البحرية الأمريكية، قائلا: “كان بودي الفصل بين حياتي كضابط عسكري وحياتي الجديدة كدبلوماسي، وحاولت أن أزداد طولا لكن ذلك ليس بوسعي، ثم حاولت أن أصبح أصغر سنا لكن ذلك ليس بوسعي أيضا، وكان باستطاعتي تربية الشوارب ففعلت ذلك”.
وشدد هاريس على أنه لا ينوي حلق شواربه ما لم يقنعه أحد بأنها تضر بالعلاقات بين واشنطن وسيئول.
المصدر: غارديان