حكواتي الشام الأخير ينظر إلى مهنته بمثابة مسرح مصغر وكرسي واعظ

بين أحداث السير الشعبية القديمة قضى حكواتي الشام أحمد اللحام سنوات عمره عاشقاً لما فيها من بطولات وأحداث فتعلق قلبه بحبكاتها المنسوجة بدقة واتقان وجال بروحه بين سردياتها فجمعها كلها بين أركان ذهنه وأصر على أن ينقلها في سهرة كل خميس إلى رواد مقهى النوفرة الدمشقي ليعيدهم بنبرة صوته التي تتعالى وتنخفض مع حرارة الأحداث إلى زمن العراقة والبطولة.

حكواتي الشام الأخير أبو سامي الذي ورث عشق الحكاية عن خاله الحكواتي أبو شاكر سنوبر يرى أن هذه المهنة هي أكثر بكثير من مجرد للحكاية بل هي مسرح مصغر وكرسي واعظ حيث يقوم الحكواتي بتوجيه رسائل غير مباشرة تركز على القيم الحميدة.

ويعتبر أبو سامي في حديثه لـ سانا أن هذه المهنة لا يمكن أن تزول مع الزمن وأنها يجب أن تتغذى بحب المطالعة فهو يقرأ باليوم أكثر من 200 صفحة سواء كانت قصة أو كتابا أو أي نوع من أنواع الثقافة والعلوم.

وتحتاج هذه المهنة حسب أبو سامي الى موهبة مثلها مثل الخطابة لأنها تتطلب التعامل مع شرائح المجتمع كافة الذين يجدون في الأدب القديم حكما ومواعظ وفي المقهى نافذة نفسية أو نزهة لرؤية الحكواتي.

ويختار الحكواتي السير المتعارف عليها مثل عنترة والملك الظاهر لأن فيها قصة كاملة شاملة من أدب وشعر واخلاق وشيم وشهامة وعروبة وغيرها من القيم.

ويعتبر الحكواتي أن من أهم أسس نجاحه هو عشقه للغة العربية وإتقانها والذي كان أساسه القرآن الكريم.

ويأمل حكواتي الشام بأن تتبنى وزارة الثقافة هذه المهنة كي لا تتعرض للاندثار ورعاية الأشخاص الذين يمتلكون هذه الموهبة وتعليمهم أسس الالقاء والتفاعل مع الناس الذي يعتبر بحد ذاته مهارة.

سانا