ما حقيقة الدور الروسي في ليبيا ؟

ما حقيقة الدور الروسي في ليبيا ؟
ما حقيقة الدور الروسي في ليبيا ؟

تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه ياشلافسكي في “موسكوفسكي كومسوموليتس” حول تفسير كلمات بوتين في المؤتمر الصحفي السنوي بشأن الأزمة الليبية وما آلت إليه الأوضاع هناك.

وجاء في المقال:

“في مؤتمر صحفي عقده الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طرح سؤال حول دور روسيا في الأحداث الليبية، حيث تستمر الحرب الأهلية فعليا، وكان رد الرئيس أن الأطراف المتحاربة في ليبيا تحتاج إلى الاتفاق حول من سيدير البلاد وكيف. في الوقت نفسه فإن الجانب الروسي، وفقا لبوتين، على اتصال برئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فايز السراج، وكذلك على اتصال بقائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر.

وقد علقت الخبيرة، ومستشارة المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، يلينا سوبونينا، حول هذا الشأن بأن روسيا تحتفظ بعلاقات متوازنة مع كافة القوى السياسية الفاعلة في ليبيا، فهي على اتصال مع جيش خليفة حفتر، وكذلك مع حكومة فايز السراج، وحتى مع أشخاص من مصراتة، ومع ممثلين عن الحكومة السابقة، حتى مع سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي. فهدف روسيا، شأنها في ذلك شأن أوروبا، هو مساعدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشأن الليبي، غسان سلامة، لتخفيف حدة التوتر في البلاد، واستئناف الحوار الوطني.

وتابعت الخبيرة القول: “إن روسيا وأوروبا ترغبان في تحقيق الاستقرار في ليبيا، لأن المشكلات العامة للاجئين والإرهاب مرتبطة إلى حد كبير بالاضطرابات المستمرة في هذا البلد الواقع شمال إفريقيا. علاوة على ذلك، فقد استرعى انتباه موسكو أنه بعد الإطاحة بحكومة القذافي عام 2011، لم يحمل أحد على عاتقه مسؤولية إعادة بناء اقتصاد الدولة المنهارة، وبناء المؤسسات وهياكل الحكم، لذلك يسود الانطباع بأن دول الناتو قد قامت بفعل قذر، ثم غسلت أيديها منه.

وردا على سؤال من “موسكوفسكي كومسوموليتس” حول اتهام الغرب المستمر بزعزعة استقرار الوضع في ليبيا، تحت مزاعم أن روسيا تدعم أحد أطراف الصراع الليبي، ومصدر هذه المزاعم، ردت الخبيرة:

“بحسب علمي فإن دور روسيا مبالغ فيه من جانب أطراف اللاعبين الإقليميين أنفسهم، فهم يحاولون إثبات من الأقوى بينهم، وعلى خلفية العلاقات المعقدة لديهم، غالبا ما يتوجهون للقوى الخارجية، ويحاولون طرح الأمر وكأنهم يحصلون على دعم إضافي من مكان ما، وهو ما ينطبق على جميع اللاعبين في ليبيا. أنا متأكدة أن ذلك هو المصدر الأساسي لهذه الشائعات، حول انحياز موسكو لأحد أطراف الصراع الليبي.

لكن موسكو تتعامل بعناية شديدة مع الأزمة الليبية، وتوازن بين جميع الأطراف، بالإضافة إلى أن روسيا تدرك جيدا أن الأمر يمتد إقليميا إلى خارج ليبيا، فحكومة السراج مدعومة من تركيا وقطر، بينما تقف خلف حفتر مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وموسكو تقيم علاقات جيدة مع كل من تركيا وقطر، وكذلك مع مصر والإمارات والسعودية. وعلى العكس من كل المزاعم فإن مثل هذا الموقف هو ما يمكن أن يسهم في دور الوساطة الروسية في هذا الصراع”.

أندريه ياشلافسكي – “موسكوفسكي كومسوموليتس”

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة