تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون بيترونين في “بوليت رو” حول استكمال خط أنابيب الغاز “السيل التركي” والمصاعب التي تواجه بناءه مع بلغاريا.
وجاء في المقال:
“يعتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلغاريا تتعمد تأجيل الانتهاء من خط أنابيب الغاز “السيل التركي” نظرا للضغط الخارجي. وبعد أن أحبطت بلغاريا بناء خط أنابيب “السيل الجنوبي”، طالبت سلطات البلاد أكثر من مرة من الجانب الروسي بناء خط أنابيب آخر بديلا عنه، لكنها فيما يبدو ليست على عجلة من أمرها.
جاء ذلك التصريح أثناء مؤتمر صحفي للرئيس الروسي عقب محادثاته مع رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، وتابع بوتين: “إن الجزء الصربي من خط أنابيب الغاز من حدود بلغاريا وحتى المجر جاهز تقريبا، وضعت 90% من الأنابيب، ومنها 85% جاهزة”. كما وعد بمد الأنابيب لمواصلة “السيل التركي” على أراضي صربيا في الأسابيع القادمة. وخلال المفاوضات بين الرئيسين، اتفق الطرفان على زيادة سعة مخازن الغاز الموجودة في صربيا تحت الأرض من 750 مليون متر مكعب إلى ملياري متر مكعب، معلقا: “نحن مقتنعون بأن تنفيذ مشاريع ضخمة كهذه يساعد على نحو كبير في تعزيز أمن الطاقة ليس في صربيا وحدها، وإنما في منطقة البلقان بأكملها”. وأكّد بوتين على الانتهاء من مشروع “السيل التركي” بحلول نهاية العام المقبل.
وقد بدأت عمليات بناء “سيل البلقان” وهو الجزء البري من “السيل التركي” في سبتمبر الماضي، لكن مشكلات كثيرة ظهرت في بلغاريا، ووفقا للرئيس الروسي “على الرغم من التأكيدات والطلبات المتكررة للجانب الروسي بضمان إمدادات الغاز الروسي لبلغاريا من تركيا، إلا أننا نرى كيف يماطل الجانب البلغاري في تنفيذ المشروع على أراضيه”.
وقال بوتين: “أود أن أقولها صراحة وعلانية، لقد طالبتنا القيادة البلغارية مرارا، بعد أن ألغوا مشروع “السيل الجنوبي”، ببناء “السيل التركي” بديلا عنه، لكنهم هنا أيضا، ونظرا لضغط من الخارج فيما يبدو، يعطلون سير هذا المشروع. سنرى كيف تمضي الأمور في المستقبل، ولكن إذا لم تكن السلطات البلغارية ترغب في هذا المشروع، فبإمكاننا البحث عن سبل أخرى لتنفيذه في جنوب أوروبا”.
وكان بوتين قد تحدث عن الأضرار التي لحقت بشركة “غاز بروم” الروسية، نظرا لرفض شركة “ساوث ستريم” عن مد “السيل الجنوبي” بمبالغ قدرها 800 مليون يورو، وقال بوتين: “لقد خسرت الشركة هذه الأموال، فماذا عسانا أن نفعل”، لكنه أشار إلى أن المشروع مربح لبلغاريا نفسها.
وكان مشروع “السيل التركي” قد حل بدل “السيل الجنوبي” بعد تخلي الجانب البلغاري عن الأخير عام 2014، وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، كان هذا المشروع هو أحد المشاريع الاستثمارية الرئيسية لشركة “غاز بروم”، ومن المخطط أن يخصص الخط الأول من الغاز للاستخدام المحلي لتركيا، بينما يخصص الخط الثاني للعبور إلى أوروبا، وتبلغ الإنتاجية لكل خط 15.75 مليار متر مكعب سنويا، والتكلفة المعلنة للمشروع 7 مليارات دولار.
ومن جانبه رد رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، على الاتهامات التي وجهها الرئيس الروسي، بأن بلغاريا هي البديل الوحيد للغاز الروسي، لأن البلاد سوف تكون مركز توزيع الغاز الروسي لمنطقة البلقان، وهو ما تم الاتفاق عليه مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. وأكّد أن خط أنابيب الغاز يجري بناؤه بسرعة متوسطة تبلغ 5 كيلومترات في اليوم، وعلل التأخير في بدء العملية بإجراءات تنافسية إلزامية، وأعرب عن أمله بأن يعمل خط أنابيب الغاز بحلول نهاية العام المقبل، وأن يتمكن بوتين شخصيا من رؤية العمل على بناء خط الأنابيب.
وكان مكتب المدعي العام في بلغاريا قد اتهم سكرتير أول السفارة الروسية ورئيس الحركة الوطنية لـ “محبي روسيا” (الحاصل على ميدالية بوشكين، ووسام الصداقة في مايو 2019) المواطن البلغاري بالتجسس لصالح روسيا وجمع بيانات عن السياسات الداخلية والخارجية للبلاد”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة