تحت العنوان أعلاه، كتب يوري سيمونيان، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول التدهور المتسارع الذي تشهده العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.
وجاء في المقال: رحب رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، باعتماد مجلس النواب الأمريكي قرارا يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن في الدولة العثمانية. ووصف ما جرى بـ “التصويت التاريخي للكونغرس الأمريكي” والخطوة الجريئة “على طريق العدالة التاريخية، ما يُبلسم جراح الملايين من أحفاد الأرمن الذين نجوا من الإبادة الجماعية”. ردة فعل معاكسة، جاءت من السلطات التركية. فقد وصف وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قرار الكونغرس بالمحاولة المخزية “لاستخدام التاريخ لتحقيق أهداف سياسية”.
كان من حق أنقرة أن تأمل في أن تكون المحاولة الأخيرة، على غرار العديد من محاولات جماعات الضغط الأرمنية السابقة، مجرد طلقة خلّبية. لكنها أخطأت الحساب. فأولاً، أثّر في القرار تدهور العلاقات الكبير مع واشنطن، والذي، حسب الجانب الأمريكي، نجم عن عنجهية أردوغان المفرطة؛ وثانياً، دعمت، هذه المرة، المنظمتان اليهوديتان القويتان – اللجنة اليهودية الأمريكية ورابطة مناهضة التشهير – المنظمتين الأرمنيتين الرئيسيتين في الولايات المتحدة الأمريكية- اللجنة الوطنية الأرمنية الأمريكية (ANCA) والجمعية الأرمنية الأمريكية (ANCA)- في تحقيق الاعتراف.
وفي الصدد، قال مدير معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الأرمنية، الأكاديمي روبين سافراستيان، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”، ينبغي النظر إلى اعتراف مجلس النواب بالإبادة الجماعية من عدة زوايا. فأولاً، من المتوقع أن يتسبب الاعتراف بالإبادة الجماعية في الولايات المتحدة بسلسلة من ردود الأفعال. سيتبع عدد من الحالات الأخرى هذا المثال؛ وثانياً، ستحاول تركيا اتخاذ تدابير مضادة، كما وعدت. من الصعب القول ماذا ستفعل بالضبط. ولكن بالنظر إلى حالتها، فمن المستبعد أن يكون الأمر جديا للغاية”.
ووفقا لسافراستيان، ستحدد ردة فعل أنقرة المسار التالي للأحداث إلى حد كبير. فقرار الاعتراف بالإبادة الجماعية الآن على جدول أعمال مجلس الشيوخ الأمريكي، وإذا غيرت تركيا خطها إلى الحد الذي يناسب واشنطن، فلن يخرج القرار. بالمقابل، إذا استمر الرئيس أردوغان في عناده، فإن الضغط على أنقرة سيستمر.
يوري سيمونيان، في “نيزافيسيمايا غازيتا”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة