كتبت كسينيا لوغينوفا، في “إزفستيا”، حول أزرف لحظة لم تعد معها تركيا قادرة على الجلوس على كرسيين، في آن معا. فمن تختار، روسيا أم الغرب؟
وجاء في المقال: قبل بضعة أسابيع، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والزعيم الأمريكي دونالد ترامب، خلال محادثاتهما في واشنطن، قدرتهما على التغلب على الخلافات الناجمة عن شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات إس-400. طمأنت تركيا حلفاءها في الناتو بأن المنظومة ستعمل بشكل مستقل. ومع ذلك، بدأت القوات المسلحة التركية في اختبار وظائف رادار إس-400 الإلكترونية. أما في الولايات المتحدة، فأعلنوا أن الأتراك تجاوزوا “الخط الأحمر”، ملمحين إلى عقوبات قريبة ضد الاقتصاد التركي الذي يعاني من دون ذلك ضعفا.
في أواخر أكتوبر، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون PACT لفرض عقوبات على أنقرة، بسبب عمليتها “نبع السلام” في سوريا. لم ينظر مجلس الشيوخ، بعد، في مشروع القانون، لكنه وعد بالعودة إليه إذا لم تتخل أنقرة عن إس-400.
ولكن حتى هذا، وفقا لكبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف، لن يجعل تركيا تغير رأيها. وقال: “تركيا في حاجة إلى إس-400 لكي تشعر بمزيد من الاستقلالية الدفاعية. تجعل روسيا من تركيا أحد مراكز القوة، أحد أعمدة النظام العالمي متعدد الأقطاب”.
وأفاتكوف، واثق من أن لغة الإنذارات لن يؤدي إلا إلى زيادة المواجهة بين أنقرة والغرب. فـ “قبل ذلك، تمكنت تركيا من الجلوس على كرسيين: التعاون مع روسيا، ليرى الأمريكيون ذلك، والعكس بالعكس. هكذا هم الأتراك، وهذه هي العقلية الشرقية. أما الآن، فيجب الاختيار، وهذا صعب. فحاليا، تركيا لاعب دولي مستقل يطالب باحترام مصالحه. والسياسة الروسية هنا أكثر جاذبية من السياسة الأمريكية. الصراع على تركيا، ما زال في بدايته وسوف يتطور بحدة. علاوة على ذلك، فلا يُنتظر من تركيا، وكذلك من روسيا، توجها قاطعا نحو الغرب فقط أو الشرق فقط. مثل هذا الاختيار الجذري قصير الأجل، ولكي يصبح طويل الأجل، يتعين على روسيا إنجاز عمل كبير”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة