كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، حول احتجاجات الشارع العراقي التي راحت تنقلب ضد إيران، وتطالب بالتخلص من النفوذ الإيراني في العراق.
وجاء في المقال: لم تتوقف الاحتجاجات في العراق منذ الأول من أكتوبر. وقد أودت بحياة أكثر من 250 شخصا، وأوقعت آلاف الجرحى. بدأت المظاهرات بشعارات ضد الفساد والبطالة، وانتهت بالمطالبة بتغيير النظام. ونتيجة لذلك، أعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، استعداد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للاستقالة إذا وجد بديلاً. لكن هذا لم يجعل المحتجين يغادرون الشوارع. المشاورات السياسية، جارية في بغداد في الوقت الحالي.
إيران، كواحدة من رعاة ميليشيا “الحشد الشعبي” الشيعية المسلحة، وكجهة تمارس تأثيرا كبيرا في سياسات بغداد، باتت أحد أهداف المتظاهرين. فقد بات ممكنا سماع شعار”إيران، بره! بغداد تبقى حرة!”، في جميع أنحاء العراق.
إلى ذلك، وفقا لوكالة فرانس برس، قام اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإسلامي، بزيارة بغداد عدة مرات خلال الأسابيع الخمسة من الاحتجاجات، لتقديم المشورة للقوى السياسية المحلية حول كيفية التصرف. وأفادت الوكالة بأن سليماني عارض خلال أحد الاجتماعات قيام تحالف ضد رئيس الوزراء الحالي، بين هادي العامري ومقتدى الصدر. وفي حين أن الصدر، الذي كان دائما حساسا بدرجة كافية لمزاج الشارع، كان من أوائل السياسيين العراقيين إلى جانب المحتجين، فإن هادي العامري دعم الحكومة حتى اللحظة الأخيرة. ومع ذلك، أعلن، نهاية الأسبوع الماضي، عن انهيار النظام البرلماني في العراق والحاجة إلى إصلاح دستوري. من الممكن أن يرتبط تغيير رأيه ببحث طهران عن أفضل صفقة لنفسها في الأحداث العراقية. فبالنسبة لإيران، التضحية بـ عادل عبد المهدي، ليست مشكلة، لكن كما أظهرت الأحداث الأخيرة، فإن الشارع العراقي لا يعتبر رحيل رئيس وزراء وحده كافياً.
وفي الصدد، قالت الباحثة في المدرسة العليا للاقتصاد، يوليا سفيشنيكوفا: “نعم، حاولت إيران التأثير في الوضع في هذه البلدان، وبطبيعة الحال، أزعج ذلك المتظاهرين. ولكن، ليست إيران مصدر المشاكل في هذه البلدان، ولا ينبغي رؤية البصمة الإيرانية في كل شيء”.
ماريانا بيلينكايا – “كوميرسانت”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة