تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي ستروكان، في “كوميرسانت”، عن محاولات أنقرة إيجاد حل للصواريخ الروسية يرضي واشنطن. فما المقترح في هذا المجال؟
وجاء في المقال: ستعمل أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات التي نصبتها تركيا بشكل مستقل، دون الحاجة إلى دمجها في نظام الدفاع الجوي لحلف الناتو. صرح بذلك وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عقب محادثاته مع وفد أمريكي يزور أنقرة. شكّل قرار تقييد نطاق استخدام إس-400 أول تنازل من تركيا لحلفائها الغربيين، خشية أن يشكل إدخال هذه الصواريخ في نظام الدفاع الجوي لحلف الناتو تهديدا لأمن أعضائه.
الخبراء الروس الذين قابلتهم “كوميرسانت”، يرون أن تصريح وزير الدفاع التركي يشهد على رغبة أنقرة في تجنب المواجهة المستمرة مع الولايات المتحدة بشأن إس-400. فقال مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، رسلان بوخوف: “بعد خطابه القاسي ضد الولايات المتحدة، يحاول الجانب التركي إظهار استعداده لتقديم تنازلات، وتجريد الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين من حجتهم الرئيسية، وهي أن وضع إس-400 في الخدمة القتالية، يتيح فرصة اختراق نظام الدفاع الجوي لحلف الناتو وتسريب معلومات.. استخدام إس-400، كنظام مستقل، يلغي هذا الاحتمال”.
وافترض بوخوف أن أنقرة، في المستقبل، يمكن أن تستخدم إس-400 في الحد الأدنى، أو حتى استخداما افتراضيا، لاستعادة التعاون العسكري التقني مع الولايات المتحدة.
ولكن، وعلى الرغم من لفتة أنقرة التصالحية، فإن السؤال عن كفايتها لحل النزاع مع واشنطن يبقى عالقا. فما زال الجانب الأمريكي مصرا على التخلي الكامل عن إس-400 كشرط أساسي لاستعادة التعاون.
وفي الصدد، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي: “تتمتع تركيا بحرية المناورة للعودة إلى طاولة المفاوضات. فهم يعلمون أن عليهم لكي يتحقق الأمر، تدمير إس-400 أو إعادتها أو التخلص منها بطريقة أو بأخرى. في الوقت نفسه، لم نحرمهم على الإطلاق من إمكانية شراء بطارية باتريوت”.
سيرغي ستروكان – “كوميرسانت”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة