كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول تحميل روسيا المسؤولية عن تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا، ولعب دمشق على وتر الخلافات الروسية الإيرانية.
وجاء في المقال: ساعدت المشاركة الروسية في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا، إيران على تعزيز نفوذها في هذا البلد. يرد هذا الاستنتاج في تقرير معنون بـ”شبكة التأثير الإيرانية في الشرق الأوسط” صادر حديثا عن معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
إلى ذلك، يجدر الانتباه إلى حقيقة عدم وجود رأي واضح حول الحاجة إلى علاقات وثيقة مع موسكو، في أعلى مراتب السلطات الإيرانية. فالتقرير الصادر حديثا عن شركة RAND التحليلية الأمريكية، والذي يحلل المناقشات الدائرة في الجمهورية الإسلامية، يؤكد تناقض صورة روسيا في أعين النخبة العسكرية والسياسية في إيران. وقد أشار باحثو راند إلى أن الإيرانيين لا يريدون أن يكونوا عرضة لأي تدخل أجنبي، ويصفون التعاون بين موسكو وطهران بالاضطراري. وثمة نظرة شائعة ترى في الملف السوري إمكانيات كبيرة لنزاع روسي إيراني.
لكن خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية أنطون مارداسوف، لا يرى ذلك، فيقول: “ولكن ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن موسكو وطهران تتفاعلان، بالإضافة إلى سوريا، في مسارات أخرى- في أفغانستان، ومنطقة بحر قزوين، وفي مجال التعاون العسكري التقني- وحتى تدهور العلاقات بسبب الملف السوري يستبعد أن يكون له تأثير أساسي على جودة العلاقات. ومن الواضح أن روسيا وإيران تنظران إلى بنية سوريا في مرحلة ما بعد الصراع بشكل مختلف”.
ويشير مارداسوف إلى أن من المهم بالنسبة لموسكو، في الوقت نفسه، أن لا تتجاوز إيران “الخط الأحمر” في تصرفاتها، فتجعل بعض المناطق السورية هدفا للقوات الإسرائيلية.
وقال: “في المستقبل، ومع استمرار إضعاف قوات سوريا الديمقراطية، ستواجه روسيا مسألة كيفية ملء الفراغ في شرق سوريا: الدخول إلى هناك بشكل مستقل وتشكيل منطقة عازلة من القوات المحلية التي يمكن تحفيزها من قبل الرياض وأبو ظبي؛ أو السماح بتنشيط عمل الاستخبارات التركية مع القبائل؛ أو السماح بمزيد من التوسع في النفوذ الإيراني؟ بعض الحلول التوفيقية ممكنة هنا، لكنني أعتقد بأن دمشق يمكن أن تلعب على ذلك، حيث إنها تُظهر إعادة توزيع الموارد الداخلية ومجالات النفوذ كنتيجة للتناقضات الروسية الإيرانية التي تضخّمها متعمدة”.
إيغور سوبوتين – “نيزافيسيمايا غازيتا”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة