“الجيش التركي يكتسب توجها روسياً”، عنوان مقال إيغور سوبوتين، في “نيزافيسمايا غازيتا”، حول مصلحة روسيا في استبعاد أردوغان أنصار التقارب مع الغرب من الجيش التركي.
وجاء في المقال: بعد عمليات التطهير التي حدثت في تركيا على خلفية محاولة الانقلاب في العام 2016، انخفض عدد كبار ضباط القوات المسلحة بشكل كبير. جاء ذلك في تقرير شبكة أبحاث Nordic Research Monitoring Network، ومقرها ستوكهولم.
ويرى الباحثون السويديون أن تغيير الكوادر في ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي يمكن أن يؤثر على توجهه السياسي. فمدير برنامج الشرق الأوسط بمركز “وودرو ويلسون” الدولي للعلوم، هنري باركي، يرى أن العديد من الجنرالات الأتراك الذين فقدوا مناصبهم ينتمون إلى مجموعة نفوذ كانت تدعو إلى إقامة علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو.
القيادة العليا للقوات المسلحة التركية “ما قبل الانقلابية”، وفقا للشبكة السويدية، قاومت بنشاط خطة التدخل العسكري في شمال سوريا، والتقارب مع روسيا. أما الآن، فتفيد مراقبة السياسة التركية، برؤية اتجاه معاكس لذلك.
تشير دراسات تركية للتكوين العقائدي لنخبة الجيش التركي، غير معدة للنشر، اطلعت عليها “نيزافيسيمايا غازيتا”، إلى ما يلي: عمليات تطهير القوات المسلحة التي بدأت بعد العام 2016، أثرت في التوازن العقائدي في الجيش. فقد تلقى ضربة المعسكر المفترض أنه ميال لأمريكا. ولكن أحداث العام 2016 والتطهير القسري للجيش من أنصار غولن لم يؤد إلى فقدان كلي لنفوذ تلك المجموعة في النخبة العسكرية، المتمسكة بفكرة ضرورة استعادة علاقات تركيا مع الغرب.
وتؤكد الدراسات السوسيولوجية الذي تمكنت “نيزافيسيمايا غازيتا” من الاطلاع عليها، زيادة نفوذ مجموعة الضباط ذوي الميول “الأوراسية”، التي، من بين أمور أخرى، ترى أهمية الحفاظ على الاتصالات مع الجانب الروسي في جميع النقاط الممكنة. ممثلو هذا الفصيل، كقاعدة عامة، مسؤولون عن المسائل المتعلقة بشرق المتوسط وقبرص والبحر الأسود.
من المرجح أن يكون هذا التوجه داخل هياكل الجيش التركي مفيدا للدبلوماسية العسكرية الروسية، ولكنه في الوقت نفسه خطير بالنسبة لتركيا، لأن تعزيز السلطة الرئاسية في الجمهورية يتطلب ثقلا موازنا من تلك الهياكل التي لعبت هذا الدور تقليديا.
إيغور سوبوتين، في “نيزافيسمايا غازيتا”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة