كتب غينادي بيتروف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول أوراق اللعب التركية والأمريكية في لقاء ترامب وأردوغان.
وجاء في المقال: كان ينوي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التعبير شخصيا لدونالد ترامب عن استيائه من الطريقة التي يحارب بها الأمريكيون الإرهابيين في سوريا.
فقبل سفره إلى الولايات المتحدة، عقد أردوغان مؤتمرا صحفيا في مطار أنقرة، انتقد خلاله، بحدة، تصرفات موسكو وواشنطن في سوريا. يدعي أردوغان أن الجماعات المسلحة الكردية التابعة لـ”وحدات حماية الشعب”، والتي تعتبرها السلطات التركية إرهابية، بقيت، خلافا لوعود موسكو والولايات المتحدة، في القامشلي ومنبج وتل أبيض.
وفي الوقت نفسه، لدى روسيا والولايات المتحدة ملاحظات مضادة على تركيا تستطيع مواجهتها بها..
أحد موضوعات النقاش في المحادثات بين ترامب وأردوغان مسألة بيع منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 لأنقرة. فقد ذكّروا أنقرة، في الولايات المتحدة الأمريكية، بأن البيت الأبيض لا تعجبه هذه الصفقة إطلاقا.
ولدى روسيا أسئلتها لأردوغان. فبنتيجة العملية التركية “نبع السلام”، الموجهة ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية، جرى وضع حقول النفط في شمال شرق سوريا، الواقعة على الضفة الشرقية من الفرات، تحت سيطرة الولايات المتحدة.
ولكن، وفقا للباحثة في مركز الأمن الأوروأطلسي بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، يوليا كودرياشوفا، فإن “الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا ليست من نمط المشاكل غير القابلة للحل. لذلك فالتوصل إلى حل وسط بين البلدين أمر ممكن: فما يقلق الولايات المتحدة ليس شراء أنقرة منظومة إس-400، إنما أن تتحول تركيا إلى مشتر منتظم للأسلحة الروسية”.
“أما بالنسبة لسوريا، فقد أظهرت الولايات المتحدة بوضوح أن الشيء الرئيس بالنسبة لها هو حقول النفط. فهم يريدون السيطرة عليها. السيطرة على الأكراد تتراجع إلى الخلفية عند واشنطن. فمن المستبعد توقّع أن يواصل الأمريكيون تسليح وحدات حماية الشعب وتدريبها. وهذا بالضبط ما تريده تركيا، أن لا تصبح التشكيلات الكردية قوية بدرجة كافية بفضل دعم واشنطن”. وفي رأي كودرياشوفا، قد يدور الحديث عن مقايضة حقول النفط السورية بتخلي واشنطن النهائي عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية.
غينادي بيتروف – “نيزافيسيمايا غازيتا”،
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة