هل هناك موافقة دولية على إنهاء ( قسد) ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

بإعلان البيت الأبيض أن القوات الأمريكية لن تشارك في العملية العسكرية، التي تنوي تركيا شنها في شمال سوريا، وأن قوات الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون متواجدة في منطقة شمال سوريا بعد نجاحها في القضاء على تنظيم داعش هناك ، وأن أسرى داعش المحتجزين لدى ​الجيش الأمريكي ​في شمال ​سوريا​ سيصبحون تحت مسؤولية ​تركيا بعد رفض فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى استلام مواطنيهم من مقاتلي داعش!

إعلان البيت الأبيض هذا يؤكد أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لتركيا لاجتياح مناطق في شمال شرق سورية والقضاء على ميليشيات ما يسمى ( قوات سورية الديمقراطية – قسد ) التي ترفض التنسيق مع الحكومة السورية .

موافقة البيت الأبيض على اجتياح تركيا لبعض مناطق شمال سورية وتدمير ( قسد) كان سبقها تصريح لافت لجيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سورية رفض فيه تصريحات ما يسمى ( الإدارة الذاتية ) من أنها غير ممثلة في اللجنة الدستورية قائلا هناك ممثلون من تلك المناطق في اللجنة الدستورية وهو ما يعني تخلي الولايات المتحدة عن ( الإدارة الذاتية الكردية) وما يسمى ( مجلس سورية الديمقراطية ) وهنا لا بد من العودة إلى ما قاله السفير الأمريكي الأخير في سورية روبرت فورد في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” 19 حزيران2017 من أن “المسؤولين الأمريكيين يستخدمون الكرد بطريقة تكتيكية ومؤقتة، ولن يستخدموا الجيش الأمريكي للدفاع عن غرب كردستان كإقليم مستقل في مستقبل سوريا!

ويبقى السؤال عن موقف كل من إيران وروسيا من هذا الاجتياح إذا حصل؟

بالنسبة لإيران، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كان حذر من أن الولايات المتحدة تسعى من خلال دعم مجموعة من أكراد سوريا، لاستغلالهم عسكريا.

وقال ظريف خلال اجتماع مجلس الشورى بإيران، إن “موقف طهران واضح تماما تجاه أكراد سوريا”، موضحا أن “الطريق الوحيد للحفاظ على أمن تركيا، هو التواجد العسكري للحكومة المركزية السورية في المناطق الحدودية، لافتا إلى أن “الموقف الإيراني جرى طرحه بصراحة خلال القمة الثلاثية الأخيرة بإسطنبول، وكذلك اللقاءات مع الأتراك، واجتماعات أستانا”.

ظريف عرض على أنقرة إمكانية التوسط بينها وبين الحكومة السورية “لتتمكن من حل المشكلة وفقا للضوابط الدولية، وفي ظل حضور القوات السورية، وحفظ احترام سكان هذه المنطقة”، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة العودة لاتفاقية أضنة الموقعة بين البلدين في العام 1998.

أما روسيا فدعت مرارا الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يهيمن على المنطقة الشرقية إلى الانخراط في حوار جدي مع الحكومة السورية والعمل على نشر الجيش السوري في تلك المناطق وعلى الحدود مع تركيا لكن قادة الإدارة رفضوا دخول الجيش السوري إلى تلك المناطق كما رفضوا سابقا دخوله إلى عفرين وكان النتيجة احتلال تركيا لتلك المنطقة!

ولا أعتقد أن الموقفين الروسي والإيراني سيتجاوزان التنديد والدعوة للعودة لاتفاقية أضنة كما حصل فيما سمي  عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون وهو ما يعني أن هناك موافقة دولية في الكواليس على إنها ما يسمى (الإدارة الذاتية الكردية ) وهو ما ظهر من خلال موافقة الأطراف كافة على اللجنة الدستورية ومن بينها الولايات المتحدة ومن يسير في ركبها!

غسان رمضان يوسف – خبير في الشؤون التركية – رئيس تحرير موقع أصدقاء سورية