كل إنسان يعاني من حساسية محددة تجاه دواء ما أو نوع من الطعام على غرار حساسية القمح التي تمنع صاحبها من تناول أي شيء صنع من دقيق القمح، أو حساسية من الحليب الحيواني والأجبان المشتقة منه، وتناوله يهدد حياته بالموت أو آلام مبرحة جداً، وللأسباب نفسها، مات شاب بريطاني من جراء تناوله طعاماً فيه مادة يتحسس منها صحياً، وكان يجهل وجودها في وجبة طعامه القاتلة.
لقي مراهق يُدعى «أوين كاري»، 18 عاماً حتفه إثر تناوله وجبة برجر دجاج تحتوي على الحليب بأحد المطاعم في لندن، رغم إنه أخبر العاملين فيه بشأن حساسيته تجاه منتجات الحليب والألبان.
العاملون في مطعم «بايرون» طمأنوا «كاري» حينها، عندما كان يحتفل بعيد ميلاده الـ18 عام 2017، حول إمكانية تناول طلبه، غير أنَّ جسده أظهر ردّ فعل للطعام ليلقى حتفه وإعلان موته في مستشفى «سانت توماس» بعد أقل من ساعة على تناوله وجبته القاتلة، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية ووسائل الإعلام.
تعتبر سلسلة مطاعم «بايرون» أحد أشهر سلاسل مطاعم البرجر في بريطانيا، ولها 35 فرعاً في لندن وعدة أماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد، لكن للأسف خذل العاملون في المطعم «أوين» فلم يهتموا بما أخبرهم به عن حساسيته من الحليب ومشتقاته.خلص الطبيب الشرعي «بريوني بالارد»، في بيان مكتوب تم قراءته أمام قاضي المحكمة إلى أنَّ لائحة الطعام لم توضِّح وجود أي مكونات تسبب الحساسية في الطعام الذي طلبه «كاري»، وأنَّ العاملين لم يخبروه بوجودها في الوجبة التي احتوت على مكونات من مشتقات الألبان، ما جعله يعاني من رد فعلي تحسسي شديد أسفر عن موته المفاجئ.وخارج المحكمة الواقعة في «ساوثوارك»، ناشدت عائلة «كاري» تغيير القانون وإلزام المطاعم بكتابة مكونات كل وجبة بدقة وبتفاصيل كاملة للمواد التي تسبب الحساسية على لائحة الطعام لمنع وقوع حوادث مشابهة في المستقبل.عائلة الشاب الضحية أوين كاري «18» عاماً طالبت أيضاً المطاعم عموماً، بتدريب أكثر صرامة لموظفيها وطهاتها العاملين لديها حتى يحفظوا ما يقوله زبائنهم ويلتزموا بطلباتهم بدقة، وهي تريد بذلك استغلال الرأي العام للضغط على قطاع المطاعم لتغيير أساسيات العمل وطباعة مكونات وجباتها لزبائنها بدقة دون إغفال أي مادة تدخل بالوجبة الغذائية.رغم مرور عامين على وفاة الشاب «أوين»، إلا أن عائلته التي تخطط للاحتفال بعيد ميلاده الـ21 في شهر إبريل 2020 المقبل، ما زالت تفتقد ابنها الفائق الحيوية والمرح، والمتعدد المواهب الفنية والموسيقية، حيث كان كثير المرح، يجيد العزف على الغيتار، البوق والكمان، فهو يعد من الأشخاص القلائل المميزة شخصيته ببث طاقة إيجايبة للمحيطين به.
والدة «أوين» ومنذ كان طفلاً صغيراً، كانت تحضر له وجباته المدرسية الخاصة في المنزل، وغالباً ما تكون خالية من المواد التي يعاني من حساسية، خاصة منها، كالقمح، الحليب، الأجبان،فول الصويا والمكسرات، وتمنعه تماماً من تناول الطعام من مقصف المدرسة خوفاً على صحته وسلامته.والجدير بالذكر أنه قد حدثت في خمس السنوات الأخيرة حوالي 150 حالة وفاة جراء الحساسية المفرطة من مواد غذائية محددة في بريطانيا، ومعظم الضحايا تراوحت أعمارهم ما بين الـ 15 والـ25 عاماً فقط.