اختتام فعاليات مؤتمر المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية بدمشق

بحضور رسمي و دبلوماسي و إعلامي اختتمت فعاليات مؤتمر المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية بدمشق بحضور رسمي و دبلوماسي

شغل ملف المصالحات في سورية حيزاً كبيراً في تعاطي الحكومة وحلفائه الدوليين مع المناطق الخارجة عن سيطرته، وبرز ذلك بشكل واضح مع بدء العمل المسلح في البلاد، وتم استخدام هذا الملف كمسار موازٍ للتحرك في الميدان المتمثل بالمسار العسكري للقوات السورية

واستطاعت الحكومة من خلال المصالحات العودة إلى أغلب المناطق التي خرجت عن السيطرة بسبب الأعمال الإرهابية وحتى الإدارية. وللمصالحة أهمية في وقف إطلاق النار وفرض الاستقرار في البلاد وصولاً إلى التسوية الشاملة الذين غرر بهم.

ظهرت آلية المصالحات مع إطلاق وزارة المصالحة الوطنية سابقاً  منتصف عام 2012. وشكّلت المصالحات في المناطق التي تم تطبيقه فيها آليات عمل متشابهة لبعضها إلى حد كبير؛ حيث عمدت الحكومة إلى تطبيق نموذج مشترك أفضى في النهاية إلى استعادة سيطرته على المدن والبلدات والمناطق، مع وجود اختلاف في الجدول الزمني للتطبيق.

وتأتي أهمية دراسة مسار المصالحات في أنه يعكس واحداً من أكثر الجوانب تعقيداً في مكونات الأزمة السورية، إذ أنه يمثّل نقطة التقاطع ما بين السياسات والتوازنات العسكرية الدولية والإقليمية والمحلية من جهة، والبُنى الاجتماعية للمناطق التي كانت خارجة عن السيطرة.

وبعد عدة تجارب كان أولها وأميزها اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية والتي ترأسها الدكتور الشيخ جابر محمود عيسى آنذاك ولتغير اسمها من قبل وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية وتطلقها تحت اسم المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية بتاريخ 9/5/ 2016 حيث أن المبادرة تهدف إلى تنشيط المصالحات المحلية والشعبية بحضور ممثلين عن جميع المحافظات.

وانطلقت  في العاصمة دمشق فعاليات المؤتمر السنوي للمبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية برعاية هيئة المصالحات الوطنية  ، وحضر المؤتمر الدكتور علي حيدر رئيس هيئة المصالحات الوطنية و الشيخ الدكتور جابر محمود عيسى رئيس لجان المبادرة الأهلية للمصالحة الوطنية في سورية وعدد من السفراء المعتمدين في الجمهورية العربية السورية و حشد من مسؤولي و ناشطي المبادرة من مختلف المحافظات السورية.وألقى سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية جواد ترك آبادي كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن امتنانه وشكره للجان المصالحة عن عملهم الذي قدموه خلال السنوات السابقة وعن تعاونهم مع الدكتور الشيخ جابر عيسى حتى وصلوا لهذه المرحلة .وتحدث سفير دولة اليمن نايف القانص عن تجربة المصالحات في سورية وبأنهم بصدد نقلها إلى اليمن كونها من التجارب المميزة والقوية والتي كان لها الأثر الكبير في حل الأزمة  

جرى خلال المؤتمر طرح العقبات و الصعوبات التي تواجه عمل المبادرة و تقييم عمل لجان المبادرة في العام الماضي و وضع إستراتيجية عمل للمرحلة القادمة .

وتحدث الشيخ جابر عيسى عن أهمية عمل لجان المصالحات في المرحلة المقبلة خصوصاً بعد الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري كما أكد أن الآلاف من العائلات تتواصل مع لجان المصالحة للعودة إلى حضن الوطن كما أشار الشيخ جابر إلى أن الهاجس الأكبر في المرحلة المقبلة هم أهلنا في إدلب و شرق الفرات في مخيمات اللجوء و استنكر رفض قسد و الجماعات الإرهابية في إدلب عودة المواطنين إلى قراهم و بلداتهم.

بدورهم أكد مسؤولو لجان المبادرة الأهلية في المحافظات على أن عملهم الوطني سيستمر و أشاروا للدكتور علي حيدر و للشيخ جابر عيسى إلى أكثر المعوقات التي يتعرضون لها خلال عملهم الوطني الإنساني و جرت نقاشات طويلة بهذا الخصوص

وبين المشاركون والحضور أن هذا المؤتمر كان متميزاً بحضوره وتعدد أطياف المجتمع السوري ولكنهم عتبوا من انعدام تواجد الإعلام الرسمي في حين تواجد الإعلام الخارجي والخاص بكثافة .

وللعلم أن المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية هي الجهة الأكثر نشاطاً و عملاً خلال سنوات الأزمة و حققت نتائج رائعة في هذا المجال الإنساني الذي يشكل أحد أهم توجهات الدولة السورية ويتمتع رئيس المبادرة الدكتور الشيخ جابر عيسى بشعبية واسعة ومحبة كبيرة من كافة أطياف المجتمع السوري .