يديعوت أحرونوت: لبنان هو العدو الحقيقي لإسرائيل وليس “حزب الله”

اعتبر الكاتب الإسرائيلي، جيورا إيلاند، في مقال رأي عبر صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن عدو إسرائيل الحقيقي ليس “حزب الله” بل لبنان، متحدثا عن أهمية أن تخوض إسرائيل حربا وقائية ضده

وسأل إيلاند، من هو عدو إسرائيل الحقيقي؟ ليجيب أنه بعد الهجوم الأخير في أفيفيم، يجب أن ترسل “تل أبيب” رسالة واضحة إلى السلطات اللبنانية بأنها لن تتسامح مع “حزب الله” في الحصول على صواريخ دقيقة، لافتا إلى أن الهجوم شغل السياسيين والجمهور ووسائل الإعلام للكشف عن تفاصيله.

وتابع الكاتب، قائلا إن الجواب على سؤال “من هو العدو؟” يدفعنا حكما للإشارة إلى “حزب الله” وإيران من ورائه، وهذا ما فعلناه في العام 2006 وهو ما نفعله اليوم أيضا، لكن الواقع يفيد بأن هذا الجواب تستخدمه إسرائيل كطريقة لدفع المزيد من الدول لإعلان “حزب الله” منظمة إرهابية.

“الخيار الصحيح في رأيي، هو إعلان لبنان عدوا”، بحسب قول إيلاند، الذي شدد على أن لبنان لا يجب أن يتعرض لأضرار جانبية عندما تهاجم إسرائيل “حزب الله” فحسب، بل يجب أن يكون العدو الرسمي.

وأضاف أن هذا الموضوع يستحق قرارا استراتيجيا واضحا يوضح المسارين العسكري والسياسي للعمل في هذا السياق، وتابع أن العمل السياسي ليس دعاية، بل هو أن تقنع إسرائيل الولايات المتحدة، بأن توضح للحكومة اللبنانية، أنه إذا لم يوقف “حزب الله” الضغط من أجل الحصول على صواريخ دقيقة، فستفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية أشد وأقسى على بيروت.

من جهة أخرى، اعتبر إيلاند أن المسألة الأكثر أهمية هي ما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تبدأ حربا وقائية ضد لبنان، وتعريف هذه الحرب برأي إيلاند هو “عندما يعلن أحد الطرفين الحرب على عدو غير راغب، والغرض من ذلك هو إيذاء قدرات تسليح العدو الحالية أو المستقبلية”.

ولفت الكاتب إلى أن معظم السياسيين الإسرائيليين يصرون على أن إسرائيل لن تكون قادرة على التعامل مع موقف يكون فيه لـ “حزب الله” مئات أو آلاف الصواريخ الموجهة بدقة، وأنه إذا اندلعت حرب مستقبلية، فلن تعاني البنية التحتية الإسرائيلية من ضرر كبير فحسب، بل إن قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على العمل بكفاءة ستعاني بشدة، وبالتالي سيكون من الأفضل أن تتمكن إسرائيل من تخريب أي تطورات مستقبلية خطيرة مع بعض الإجراءات السرية المحددة.

وسأل إيلاند، ماذا لو كان الاستنتاج النهائي هو أنه من أجل إحباط مثل هذا التهديد، نحتاج إلى بدء هجوم كبير ومفتوح على عدة أهداف ذات أولوية عالية الآن؟

وفي معرض جوابه، أشار الكاتب إلى أنه لطالما كانت إسرائيل موجودة في ظل تهديد وشيك لعدد كبير من الأسلحة الكيميائية في سوريا، التي يمكن أن تستخدم على عشرات صواريخ سكود للوصول إلى أي مكان في إسرائيل، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الاختلافات بين هذا التهديد القديم والتهديد الجديد في لبنان، حيث أن هذه مسألة ملموسة وليست مجرد قضية قائمة بالمبدأ.

وختم الكاتب متسائلا: “هل ستكون الحرب الاستباقية أو الوقائية هي المسار الصحيح للعمل في حال لم تستطع إسرائيل ضمان إنهاء مشروع الصواريخ الموجهة بدقة لحزب الله؟”.

المصدر: “يديعوت أحرونوت”

.