الاحتفاء بالفيلسوف والشاعر أبي العلاء المعري في مكتبة الأسد

للسنة الثانية على التوالي تحتفي مكتبة الأسد ضمن فعاليات معرض الكتاب بدورته الحالية بشخصية عربية سورية تاريخية مهمة عبر اختيار الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري باعتباره شخصية ذات بعد تاريخي حضاري من خلال ندوة أدبية بعنوان “أبو العلاء المعري.. شاعراً وفيلسوفاً” شارك فيها كل من الدكتور محمد القاسم والدكتور جهاد بكفلوني.

الندوة التي أدارها الشاعر سمير المطرود تحدث من خلالها بكفلوني عن ظاهرة القافية والحروف التي التزم بها شاعر المعرة في أواخر أبياته الشعرية وذلك في كتابه لزوم ما لا يلزم وما يسمى في تاريخ الأدب العربي باللزوميات معتبراً أن التزام المعري بحرفين هما الحرف الأخير في القافية وما قبله يأتي دعماً للثقافة وللغة الشعرية ويأتي في سياق الموهبة الكاملة داخل شخصية المعري لافتاً إلى أنه الشاعر الوحيد الذي تعامل مع بعدي الزمان والمكان في القصيدة.

ودحض بكفلوني الدعاوى التي تقول إن ما يفعله المعري بهذا الخصوص هو غرور ثقافي ليثبت أنه قوي في اللغة العربية إلا أن هذا الأمر لم يكن دقيقاً لأن العبارات متناسقة عاطفياً ولغوياً وبنيوياً ما يدل على أنها جاءت ضمن سياق الموهبة والثقافة.

القاسم تحدث في مداخلته بعنوان “مقيدات مختلفة الفنون تفرد بها أبو العلاء” عن الجوانب التي غفلت عنها المصادر الثقافية سواء كانت في اللغة والعروض أو ما أضافته ثقافة أبي العلاء إلى الحضارة العربية والعالمية وفق منهج علمي كان من المفترض أن تتناولها الدراسات والقراءات عبر التاريخ.

ولفت القاسم إلى أنه لم تنجب العصور شاعراً كأبي العلاء فكان عظيم الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر والإحاطة باللغة العربية من جميع جوانبها.

ورأى المطرود أن المعري ظلم من قبل الدارسين والنقاد قديماً وحديثاً حين اعتبروه رهين المحبسين في حين كان رهيناً لسجون كثيرة غير البصر وعدم الزواج كاعتباره لنفسه حبيسة في جسده مؤكداً أن جميع الدراسات والأبحاث لم تعطه حقه.

والمعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي أحد الشعراء والفلاسفة واللغويين والأدباء العرب المشهورين في العصر العباسي ولد وعاش في معرة النعمان ولقب بـ “رهين المحبسين” له عشرات المؤلفات في الشعر والأدب والنقد والفلسفة والأخلاق.

سانا