أهمية التواصل بين البيت والمدرسة

كثيرا ما ألفنا سماع المدارس تشتكي أنفصال البيت عنها وأن أنقطاعه ( البيت ) يؤثر في تقدم تحقيق المدرسة لأهدافها التربوية بالشكل الذي تخطط له من أجل الصالح العام , ويؤكد مديرو المدارس أن نقاط الإلتقاء مع أولياء الأمور تكمن فقط في ( إستدعاءات أولياء الأمور – نتائج نهاية العام ) .

وعندما يأتي التربويون ليبحثوا في هذه القضية والتي ليست قاصرة على مدارسنا وإنما أعتبرت قضية خطيرة تحتاج لدارسة في مدارس بعض المجتمعات العربية , نظر التربويين للأمر من جهتين فمنهم من يعيب على الأسرة أنفصالها ولايجدون لها المبرر وإن حاولت الأعتذار بكثرة الأشتغال وتراكم أعباء الحياة والألتهاء بطلب لقمة العيش , وتارة يرون المدرسة هي سبب الأنفصال ويعزون ذلك إلى عدم إكتراثها أحيانا بأمر التواصل هذا وأحيانا فقدانها تجديد وسائلها وتطوير برامجها التي تهدف إلى التواصل بين البيت والمدرسة مكتفية بالطريقة التقليدية – إجتماعات مجلس الآباء والأمهات بالمدارس – والتي يكون في معظمها عادي جدا لايرقى إلى مستوى طموح أولياء الأمور لتحقيق الإصلاح مما يؤدي إلى نفور الكثير منهم وشعورهم أن لاطائل من هذا التواصل .

وعلى كل حال فإن إختلاف وجهات نظر التربويين تستمر حتى في تحديد مدى خطورة هذه الهوة بين الطرفين ونتائج توسعها على التحصيل العلمي لأبنائنا الطلبة .

أين تكمن المشكلة بالضبط ؟

هل الأسرة محقة في لوم المدرسة حيث :

• عدم إعطاء إدارات المدارس موضوع التواصل مع الأسر أولوية قصوى في برامجها وخططها والتعلل دائما أن المبادرة يفترض أن تكون من الأسرة .

• إن وجد التواصل فهو تقليدي لدرجة العقم حيث لاجديد .

• لايوجد ما يحفز أو يشجع على ديمومة التواصل واقتناع إدارات المدارس بتواصل الأسرة المتواضع مع المدرسة .

• تغافل أو إغفال أهمية الدور الاجتماعي للمدرسة وماله من نتائج تحسب على التواصل, والاكتفاء بأداء الرسالة ضمن سور المدرسة فقط.

أم أن المدرسة هي المحقة في لوم الأسرة حيث:

• اكتفاء الأسرة بالتواصل عند الإستدعاءات أو الاحتجاج على النتيجة نهاية العام .

• عزوف أولياء الأمور عن حضور حتى مجالس الآباء – أبسط أنواع التواصل – والتعلل بالإشتغال وعدم وجود الوقت وبالتالي إنعدام الحافز بضرورة التواصل لدى إدارة المدرسة .

أهمية التواصل بين البيت والمدرسة :

1. التواصل بين البيت والمدرسة يؤدي إلى التعرف عن قرب لإحتياج كل طرف من الأخر .

2. علاج الكثير من المشاكل التربوية عند طلابنا خاصة بعد أن توضع الأسرة في محك هذه المشاكل وهنا يتضح دور الإبتكار في وسائل التواصل من قبل إدارات المدارس .

3. الوقوف على الكثير من الأفكار التي قد يطرحها أولياء الأمور وتساهم في تطوير العمل التربوي بالمدرسة والتي قد لاتدركها إدارة المدرسة .

4. تحمل المسئولية المشتركة , والعمل الجماعي خير من العمل الفردي .

5. كسر الحاجز النفسي بين البيت و المدرسة .

6. يساهم بشكل واضح في رفع التحصيل العلمي للطالب وتعديل السلوك .

توصيات لدعم التواصل بين البيت والمدرسة :

بداية لابد أن يعلم الجميع أن المسئولية مشتركة فمثل ما تتحمل إدارة المدرسة ضعف التواصل – إن وجد – تشاركها الأسرة هذا التحمل , ولو أني أميل إلى ترجيح كفة المدرسة أكثر في تحمل المسئولية ذلك من خلال ما لاحظت في الميدان من اللامبالاة أحيانا من قبل بعض إدارات المدارس بضرورة التواصل مع الأسرة وأكثر المتحمسين يرون أن مجالس الآباء هي الوسيلة الأوحد ولايرضون بديلا عن اللاجديد شعارا في هذا التواصل , وأني أرى أنه قد يكون مستوى الوعي و الظروف الأقتصادية للأسرة وغيرها من المبررات قد تكون أعذار للأسر .

وعلى كل حال فإني أرى بعض الأمور أوصي بها إدارات المدارس خصوصا حتى تجعل من التواصل مع الأسر دائم لتحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية :

1. التنويع والتطوير في آليات التواصل مع الأسر وعدم الإكتفاء بإجتماعات مجالس الآباء كآلية تقليدية للتواصل ( أسابيع ثقافية – مسابقات مثل مسابقة المدرسة صديقة الأسرة و المسابقة الثقافية بين الأسر ومسابقة الأسرة المثالية وغيرها – ورش عمل مشتركة – برامج تربوية وإجتماعية وأسرية هادفة ….. الخ ) .

2. مشاركة إدارة المدرسة المجتمع المحلي في الأفراح والأحزان حتى تصبح العلاقة لحد تعزيز ديمومة التواصل .

3. على إدارة المدرسة تجشم عناء الوصول للأسر بشتى أنواع وسائل الأتصال (ندوات ومحاضرات – زيارات توعوية …. الخ ) حتى توضح ضرورة التواصل وأهمية التواصل لأنها ( المدرسة) صاحبة الرسالة .

4. التنسيق مع وسائل الإعلام لطرح هذه المشكلة كقضية حتى يعي المجتمع والأسر تحديدا خطورة غياب التواصل بين البيت والمدرسة على الطالب .