تواصل الولايات المتحدة الأمريكية خرقها للقوانين الدولية ودعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية حيث أدخلت خلال الساعات الماضية قافلة جديدة مؤلفة من عشرات السيارات والآليات المحملة بمعدات عسكرية ومساعدات لوجستية بشكل غير شرعي إلى مدينة القامشلي دعما لميليشيا “قسد” الانفصالية التي تحاصر عشرات آلاف المدنيين في مناطق انتشارها بمباركة قوات احتلال أمريكية في منطقة الجزيرة السورية.
مصادر أهلية من مدينة القامشلي وريفها رصدت دخول قافلة من 200 شاحنة وهي تحمل أسلحة ومعدات عسكرية ولوجيستية مقدمة من قوات الاحتلال الأمريكية لميليشيا “قسد” أدخلتها بشكل غير شرعي عبر معبر “سيمالكا” النهري الذي يربط بين منطقة كردستان شمال العراق والحسكة حيث شوهدت القافلة وهي تعبر حي الهلالية غرب مدينة القامشلي متجهة إلى منطقة رأس العين شمال غرب مدينة الحسكة بنحو 85 كم بالقرب من الحدود التركية.
وكانت الولايات المتحدة وفي خرق متجدد للقوانين والمواثيق الدولية أدخلت إلى مدينة القامشلي في السادس من الشهر الجاري عبر معبر “سيمالكا” النهري قافلة من 200 شاحنة وعربة عسكرية تابعة لما يسمى “التحالف الدولي” وذلك دعما لميليشيا “قسد” الانفصالية.
الإدارة الأمريكية التي تقدم الدعم العسكري والتقني للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية والذي يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية يأتي ذلك في إطار مخططها التخريبي والتفتيتي في المنطقة عبر استثمارها بالإرهاب وإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية حيث كشفت مصادر محلية وإعلامية في الـ 22 من تموز الماضي أن إرهابيي “جبهة النصرة” تسلموا معدات حديثة أمريكية الصنع خاصة بحفر الأنفاق والخنادق وصلتهم عبر الأراضي التركية مع عدد من المهندسين الاختصاصيين من جنسيات عربية.
الإنجازات العسكرية التي يحققها الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب والانتصارات المتوالية وآخرها تحرير مدينة خان شيخون وعدد من القرى والبلدات والتلال الحاكمة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تؤرق واشنطن التي تحاول بث الروح في تنظيمات إرهابية تحتضر أمام تقدم الجيش وتختلق ذرائع لاستمرار وجود قوات احتلالها غير الشرعية في سورية عبر تقارير تصدر عن وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” تدعي بأن تنظيم “داعش” الإرهابي يعاود الظهور “في سورية بسبب سحب الولايات المتحدة قواتها من هناك” وأنه “عزز قدراته” في العراق وهي تعمل أيضا على تشكيل أذرع موالية لها مثل ميليشيا “قسد” لتنفيذ أجنداتها المعادية لاستقلال ووحدة الدول.
وتبارك واشنطن التقارب المطرد بين ميليشا “قسد” وكيان الاحتلال الإسرائيلي حيث كشفت مصادر إعلامية بالوثائق منتصف الشهر الماضي عن رسالة رسمية تؤكد قبول شركة “كاهانا” الإسرائيلية تمثيل ما يسمى “مجلس سورية الديمقراطية” في جميع الأمور المتعلقة ببيع النفط السوري المسروق من قبله وذلك بموافقة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية مع إعطاء “كاهانا” حق استكشاف النفط بمنطقة الجزيرة السورية.
شواهد تاريخية كثيرة تجمع وتؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخلى عن أدواتها المحليين وما المجازر التي ارتكبها ما يسمى “التحالف الدولي” بحق أبناء محافظات دير الزور والحسكة والرقة وحلب والتي أدت إلى استشهاد وجرح آلاف المواطنين وتدمير منازلهم سوى عناوين واضحة لكل ذي بصيرة على أن تحالفات واشنطن لن تحمي الانفصاليين ولا يهمها مصيرهم عند انتهاء أدوارهم.
وتتواجد قوات أمريكية في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية بشكل غير شرعي بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير والوقائع وجود علاقة وثيقة بين واشنطن والتنظيم التكفيري حيث تزوده بمختلف أنواع الدعم اللوجيستي والتسليحي بينما يقوم “التحالف الدولي” الذي شكلته واشنطن من خارج مجلس الأمن في آب 2014 بارتكاب المجازر بحق السوريين وكان آخرها في الـ 29 من تموز الماضي حيث قصف طيران التحالف منازل الأهالي في قرية الزر التابعة لناحية البصيرة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح معظمهم من الأطفال والنساء.