حوار مع الفنان الشاب الصغير السوري الموهوب سيبار السّامح مع سناء زعير

في زمن تتشابه فيه الآلام وعلى مساحات كبيرة ، يكبر الصمت في دواخل البعض،ويحترق آخرون من القهر،بينما يذوب في التفكير والانتظار كثيرون.
معالم الحرب الظالمة أنشأت جيلا جديدا، شبانا يتعاملون مع الواقع بشكل لا يشبهنا في شيئ،فكل الأفكار التي تربينا عليها وصارت جزءا من ثقافتنا باتت نادرة،بل لعلها هربت وبسرعة حاملة معها طقوس حياتنا اليومية وأخذت الرونق والشغف المنتظر،
فجأة نحن أمام جيل نبت كغابة استوائية وبسرعة جنونية باتجاه العولمة،الحياة باتت إلكترونية اماراتها-تعلو..تطفو على اللغة،على الملبس،على الطعام،على كل شيئ.
منذ أسابيع استوقفتني لوحة على إحدى صفحات الفيس (صفحة خاصة بأنشطة مدينة سلمية) اعجبتني تاملتها وحفظتها
أكثر ما لفت انتباهي هي أن الفنان شاب صغير لا يتجاوز السادسة عشرة من عمره
كان بعد ذلك لقائي به–لقاء اذهلني أخرج من ذهني أسئلة كثيرة
ليس من الغريب أن تولد الموهبة مع أي شخص بالتأكيد ولكن الملفت في سيبار أنه كان محاورا صعبا يعرف ماذا يريد ،يرسم مستقبله بدقة ويعمل لأجل هدفه بمثابرة فريدة.
في الواقع لم أعد أية أسئلة مسبقا لكن الحديث كان غنيا وممتعا، حدثني عن المدارس الفنية وعن تواصله وبجهد شخصي مع مجموعة من الفنانين التشكيليين. للإستفادة منهم هكذا سألته؟
فأجابني بهدوء للإستفادة والإفادة فأنا أملك بداخلي مكنونا كبيرا أود إخراجه عبر أعمال تشكيلية يكون لها صدى في المستقبل
قلت له:لا بد أنه بانتظارك طريق صعب وشاق فقال:
لن يتحسن الواقع الإنساني عندنا إلا عندما يؤخذ الفن على محمل الجد مثل الفيزياء والكيمياء أو حتى المال. لأن حياتنا مجرد محيط نسبح فيه،علينا أن نتكيف أو أن نغرق إلى الأسفل،والتكيف يعني حسيا العيش باعتدال فليس من الضروري أن يتوقف قلبنا من الضحك مثلا
اذهلني العمق في الجواب. قلت له:لابد انك قارئ جيد.
بابتسامة متوازنة اومأ برأسه،بالتأكيد هذا ضروري جدا.
فنان شاب موهوب جميل منه أن يدرك أن النبتة الصغيرة بحاجة للشمس والهواء.
فنان يبحث عن الوصول بخطى واضحة جلية يدرك ويعرف ماذا يريد،وأود أن أشير إلى أنه شارك منذ فترة في معرض أقيم في الهند وكان له حضور مميز، وكلي يقين بأن المستقبل سيفرد له مساحة خاصة،مساحة لفنه،ولهواجسه الرائعة.
شكرا لك

  لك كل الفضاءات .

أتـقـن الـقـواعـد كـمـحـتـرف حـتـى تـتـمـكـن مـن كـسـرهـا كَـفـنّـان .. (بـابـلـو بـيـكـاسـو)

              ســنـاء زعــيـر