قال الباحث شموئيل هارلاب الإسرائيلي إن إسرائيل تواجه اليوم خطراً حقيقيا على كل الجبهات جراء زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة: حزب الله في سورية، والجيش السوري الذي يستعيد عافيته ببطء، والمليشيات الشيعية في العراق، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة. ورأى أنه يتعين على إسرائيل الاستجابة الدفاعية والهجومية لتحقيق أهدافها في الحرب القادمة، عملاً بمقولة المنظر والجنرال الروسي، كارل فون كلاوزفيتز الشهيرة “أن الحرب ما هي إلا إكمال للسياسة بأدوات أخرى”، التي تسلط الضوء على ثلاث رؤى، الأولى، أن الحرب وسيلة وليست هدفا. والثانية، أن الحرب هي إكمال للسياسة وليست تطوراً في السياسة أو دليل على فشلها. والثالثة، أن الحرب هي أداة أخرى، أي أنها ليست وسيلة أخيرة عند استنفاذ جميع الخيارات المتاحة.
وأشار الباحث إلى أن الاستراتيجية العسكرية في إسرائيل بما فيها استراتيجية حرب 1973، قامت على أساس الحرب بين جيشين نظاميين، وعلى أساس عقيدة التحذير والردع والحسم، لكن صورة معارك اسرائيل تغيرت، وأصبحت حروبا غير متكافئة في مواجهة منظمات مسلحة. وأوضح الباحث أن خطة “الصنوبرة الكبيرة” بشأن لبنان في عام 1982 كانت تهدف لتغيير النظام وسيطرة الأقلية المارونية بزعامة بشير الجميل على الدولة على حساب الطوائف الأخرى وميليشياتها المسلحة، أما بالنسبة لقطاع غزة فإن نظرية أفيغدور ليبرمان تنص على إسقاط حكم حماس في غزة واستبدالها بسلطة صديقة لإسرائيل. والنظرية السلبية في الوقت الراهن والتي تحسب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تنص على استمرار الوضع الراهن وإعادة الوضع إلى سابق عهده. لكن النظريتين فشلتا. ففي لبنان انتهت الاستراتيجية الإسرائيلية بالفشل الكبير بمقتل الجميل وسقوط الكتائب، وفي غزة لا يضمن إسقاط حماس بعملية عسكرية حكما صديقاَ لإسرائيل.
مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي – ترجمة غسان محمد