هل كسبت روسيا الكثير من تزويد تركيا بـ إس-400

تحت العنوان أعلاه، كتب الكسندر سيتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول ما إذا كان يمكن اعتبار تزويد تركيا بتكنولوجيا الصواريخ الحديثة مفيدا لروسيا، على المدى البعيد.

وجاء في المقال: ذكرت وكالة “الأناضول” أن “موسكو وأنقرة تجريان مشاورات حول مجال إنتاج عناصر أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات إس-400 بترخيص في تركيا.

وإذا عدنا إلى الماضي القريب، ففي الوقت الذي جرت فيه مناقشة صفقة إس-400، أطلق الرئيس رجب أردوغان مشروع نظام الدفاع الجوي الوطني بعيد المدى Siper، الذي يجب أن يتم أول اختبار عملي له في العام 2021.

ليس هناك شك في أن التقارب مع بوتين، بالنسبة لأردوغان، ضد رغبة واشنطن، كان صعباً، بل كان اضطراريا.

فمن ناحية، يبدو أن تطوير نظام الدفاع الجوي Siper توقف؛ ومن ناحية أخرى، تعاني البلاد نقصا حادا في الأموال لشراء منظومات أجنبية؛ ومن ناحية ثالثة، بالنسبة لروسيا، يتيح العقد مع تركيا تطوير المجمع الصناعي العسكري الوطني.

ومع ذلك، فهل يمكن اعتبار العقد مربح لبلدنا؟ كما تعلمون، في الـ 27 من ديسمبر 2017، أعلن سيرغي تشيميزوف أن تركيا ستشتري من روسيا أربع كتائب من صواريخ إس-400 بمبلغ 2.5 مليار دولار، وسوف تدفع 45% من هذا المبلغ مقدما، أما الـ 55% المتبقية فستكون بمثابة قرض. وبعد ذلك، أصبحت الصفقة نجاحا سياسيا كبيرا لموسكو، ما تسبب في توترات بين تركيا وحلفائها في الناتو.

بالطبع، لا يجادل أحد بأن تجارة الأسلحة تخلق عشرات آلاف الوظائف في بلدنا. ولكن، إذا كانت هذه هي الحال، فقد دفع الأتراك فقط مليار دولار مقابل أربع كتائب، وها هم يناقشون الحصول على ترخيص لتجميع إس-400. وأما في TÜBİTAK SAGE فيعمل أخصائيون ذوو خبرة يساعدهم مهندسون ذوو كفاءة عالية من Eurosam الأوروبية الرائدة في مجال أنظمة صواريخ الدفاع الجوي.

وهنا، يطرح السؤال التالي نفسه: ألا يحتمل أن تقول أنقرة لموسكو، بعد بعض الوقت، لم نعد بحاجة لأنظمتكم فلدينا منظومتنا Siper-400؟

لذلك، فقبل أن نقول إن أمريكا خسرت في المنافسة في السوق التركية، علينا أن نتذكر أن تركيا دفعت فقط 45 % من قيمة إس-400، وأن الصفقة، على ما يبدو، لا تزال تفترض نقل التكنولوجيا.

الكسندر سيتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”