التخريب يمثل أحد الاضطرابات السلوكية الهامة في حياة طفل الروضة. ويتمثل في رغبة الطفل ظاهريا في تدمير أو إتلاف الممتلكات الخاصة بالآخرين أو المرافق وقد يشمل السلوك التخريبي من قبل الطفل نحو مقتنيات الأسرة في المنزل أو الحديقة، أو حاجات أفراد أسرته من ملابس وكتب ولعب وأثاث منزلي أو غير ذلك من الحاجات ويتفاوت الأطفال فيما بينهم في درجة الميل نحو التدمير والإتلاف.
فالنشاط والحركة أمور ملازمة للطفل، وحب الطفل للاستطلاع أمر لا يمكن إغفاله في سلوكه اليومي، ومن النادر أن نجد طفلا مدمرا أو مخربا عن قصد، ولكن يقع التخريب أثناء محاولة الطفل تحقيق غرضه، أو تحقيق فكرة طرأت على ذهنه دون أن يكون خلف هذا السلوك خبث أو سوء نية ولكن الأمر كما يبدو أمامنا على المستوى الظاهر يعد تخريبًا أو سلوكًا تدميرًا.
فإذا لجأ الطفل إلى التشويه أو الكسر أو التمزيق أو القطع، ففي الغالب يعكس رغبة في التعرف على الأشياء والموجودات، فيعبث بها، وحينما لا يحسن الأطفال تناول الأشياء وجذبها وفحصها فمن المتوقع إلحاق إتلاف بها، وحين يتلف الصغار الأشياء فإنهم يفعلون ذلك عن جهل بقيمة الأشياء أو آثارها، وحتى إن تعمد الطفل مثلا سكب بعض السوائل على الأرض فليس ذلك دليلا على حب للأذى – كما يظن البعض – بل إن افتقاد الطفل إلى معرفة شكل السائل حينما يسكب وحينما ينتشر على الأرض وحينما يسيل هو الذي يدفعه إلى ذلك السلوك، وإن امتدت يد الطفل إلى دولاب الملابس أو أدراج المكاتب للعبث بمحتواها وربما إخراج ما فيها، فغالبا لا يكون ذلك بهدف البعثرة بقدر ما هو محاولة للكشف عن الشيء المختفي خلف محتويات هذا الدولاب أو درج المكتب.
إن حب الاستطلاع والرغبة في التعرف على الأشياء والموجودات قد تدفع الأطفال إلى العبث بها وتحليلها إلى أجزاء، ثم محاولة العمل على إعادة تركيبها.
إن هذه السلوكيات تفرضها طبيعة النمو، فالطفل كلما كان صغيرا حديث العهد بالموجودات اشتدت لديه رغبة تحليلها وفكها، فتراه يتفحص كلما تقع عليه يداه، يمسك بها، يتأملها ويرميها أرضا ليكتشف تأثير ذلك فيها. فإذا انكسرت وتحطمت قد نراه بادي السرور لأنه اكتشف حالة جديدة.
وكلما تقدم الطفل في العمر وفي حدود الثالثة نراه يطور أساليب عبثه، فيفرغ الدواليب والأدراج والصناديق من محتوياتها ويبعثرها وغيرها.
أسباب الإقبال على السلوك التخريبي:
1- النشاط والطاقة الزائدة والأجسام التي تتميز بنشاط حركي زائد مع عدم توافر الطرق المنظمة لتصريف تلك الطاقة في الأمكنة المناسبة واضطراب في الغدة الدرقية.
2- ظهور مشاعر الغيرة لدى بعض الأطفال نتيجة ظهور مولود جديد أو تفرقة الوالدين في المعاملة بين الأخوة.
3- مقت الطفل لبعض الناس أو لفئة معينة من الناس.
4- حب الاستطلاع والميل إلى تعرف طبيعة الأشياء، ومحاولة إثبات الوجود والسيطرة على البيئة.
5- النمو الجسمي الزائد مع انخفاض في مستوى الذكاء.
6- شعور الطفل بالنقص أو بالظلم فيدفع نحو الانتقام من أجل إثبات الذات.
7- مسألة عارضة عندما يضيق المكان أثناء اللعب.
8- الشعور بالضيق والانزعاج وكره الذات.
أشكال التخريب عند طفل الروضة:
يمكن تصنيف السلوك التخريبي لدى طفل الروضة إلى شكلين رئيسيين هما تخريب بريء وتخريب متعمد.
1- التخريب البريء:
وهذا السلوك الشائع بين الأطفال وينقسم بدوره إلى أربعة أنواع من السلوك التخريبي:
التخريب المتطور المندفع:
يظهر هذا النوع من التخريب لدى الأطفال الذين يتميزون بالنشاط الحركي الزائد الذين لا يملون ولا يتعبون لكنهم يلحقون الأذى بكثير من الأشياء والممتلكات من وجهة نظر الآباء فيندفعون إلى مثل هذا السلوك دون علم لهم بقيمة الأشياء التي يدمرونها وربما يكون نتيجة لسمة التغير التي يعيشونها في مثل تلك السن فما أن تقع أعينهم على لعبة أو دمية جديدة فإنهم يتركون لعبتهم الأولى ويتجهون نحو اللعبة أو الدمية الثانية ثم الثالثة وهكذا.
التخريب الفضولي المنظم:
هذا النوع من التخريب يظهر لدى الأطفال ويغلب على سلوكياتهم التخريبية محاولة إرجاع ما خربوه إلى حالته كما كانت من قبل وهم بذلك يفكون الأدوات والأشياء ثم يحاولون إعادة تركيبها مرة أخرى وهكذا.
التخريب اللاواعي:
يقوم الأطفال بتخريب الأشياء أو المواد دون معرفة أو وعي منهم وغالبا ما يجد الأطفال أنفسهم أمام وضع تخريبي نتيجة لمسهم لمواد وأشياء قد تنفرط بين أيديهم دون انتباه أو ظهور شيء يدل على أنهم أحسوا بما صنعت أيديهم من خسائر.
التخريب كانعكاس للطاقة العضلية:
قد يشعر الطفل بالقدرة الجسدية بين أقرانه فيفرض نفسه عليهم فيقوم ببعض الأعمال التخريبية كأن يدوس بقدميه على المفارش وتمزيق المقاعد وإسقاط الستائر والتسلق عليها، وتكسير بعض الأشياء داخل غرفة الطعام أو غير ذلك من الأفعال التخريبية التي يقوم بها.
2- التخريب المتعمد:
ينقسم السلوك التخريبي المتعمد إلى قسمين هما:
تخريب الشلة:
قد يظهر سلوك تخريب الشلة كسلوك جماعي يصدر من مجموعة من الأطفال بهدف تفريغ الطاقة الزائدة عند هؤلاء الأطفال الذي شكلوا فيما بينهم شلة أو فريقا أو عصابة، أو لإشباع رغبة التقليد والمحاكاة ومسايرة الجماعة.
التخريب المرضي:
يحدث التخريب المرضي عند الأطفال الصغار فنجدهم يشعلون النار في الحديقة والاستمتاع بها أو يقومون بتخريب الأشياء عند الجيران من أجل المتعة وقد يسعى الأطفال في هذا النوع من التخريب إلى سلب ممتلكات الأطفال الآخرين أو دفعهم على الأرض ثم الفرار ضاحكا لسلوكه التخريبي هذا وبعض الأطفال يؤذي الآخرين ويرمي الأشياء عليهم كما قد يقوم بإتلاف أعمال الآخرين ويكسر الألعاب ويمزق الكتب.
أساليب التغلب على المشكلة:
1- يجب دراسة الحالة بعناية ودقة لتحديد مدى ونوعية التخريب، وكذا محاولة تحديد الدافع خلف هذا السلوك التخريبي (عوامل شعورية أو عوامل لا شعورية مثل الغيرة…).
2- توافر لعب بسيطة للطفل، تكون متقنة الصنع، ويمكن تفكيكها وتركيبها دون أن يلحقها تلف.
3- توفير المكان الفسيح المناسب يستطيع الصغير أن يقوم فيه باللعب.
4- الابتعاد عن كثرة تنبيه الصغير وتوجيهه؛ لأن ذلك يفقد قوة تأثير التوجيه، ويفقد الطفل الثقة في إمكاناته، فيجب أن نقلل من الأوامر والنواهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالملل، وليس معنى ذلك ترك الأمور، بل خير الأمور الوسط. إن الطفل محتاج إلى حزم بغير عنف ومرونة بدون ضعف، مع بيان ما هو خير وما هو شر.
5- عرض الطفل على الطبيب للتأكد من طبيعة الغدة الدرقية، وكذا تعرف مستوى ذكاء الطفل داخل العيادات النفسية.
6- إشباع حاجة الطفل إلى الاستطلاع ليس فقط بتوفير اللعب، بل ومراعاة ما يناسب سنه وتنوعها بحيث تشمل أيضا لعب رياضية تفرغ الطاقة الجسدية، ويجب أن نسأل أنفسنا أمام طفلنا المخرب: ماذا قدمنا له من فرص لتفريغ طاقته؟ وذلك قبل اللوم أو العقاب.
حالات التخريب:
أ. تكسير الألعاب:
التعريف بالمشكلة:
تكسير الألعاب يشير إلى أية حادثة يقوم بها الطفل بتكسير مقصود لأي من مواد غرفة التفصيل ويمكن لمعلمي ومعلمات الروضة تحديد سلوك تكسير الألعاب بحيث لا تتضمن المحاولات غير الناجحة للإتلاف.
أساليب التغلب على المشكلة:
1- حدد السلوك المشكل عند الطفل.
2- لاحظ السلوك المشكل.
ب. إتلاف أعمال الآخرين:
التعريف بالمشكلة:
يمكن تعريف مشكلة إتلاف الطفل لأعمال الآخرين على انه: أي عمل يقوم به الطفل اتجاه أعمال الآخرين بقصد إتلافها.
أساليب التغلب على المشكلة:
1- حدد السلوك المشكل عند الطفل.
2- لاحظ السلوك المشكل.
3- استكشف النتائج.
4- أدرس البدائل.
5- حدد الهدف.
6- الإجراء.
7- البرنامج العلاجي المقترح.