في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لتمكين السوريين المهجرين بفعل الإرهاب من العودة إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري وصلت اليوم عشرات الأسر السورية إلى ممر جليغم بريف حمص الشرقي قادمة من مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية حيث تنتشر قوات احتلال أمريكية ومجموعات إرهابية تابعة لها تعرقل عملية إنهاء المأساة الإنسانية في المخيم.
وذكر مراسل سانا من الممر أن المئات من المهجرين بينهم أطفال ونساء كانوا محتجزين في مخيم الركبان وصلوا ظهر اليوم إلى ممر جليغم تقلهم سيارات خاصة مع أمتعتهم حيث قدمت لهم المساعدات الغذائية والطبية وعمدت الجهات المعنية إلى استكمال البيانات الشخصية للقادمين ومن ثم تم نقلهم إلى مراكز للإقامة المؤقتة في حمص عبر حافلات خصصتها المحافظة لهذه الغاية.
وفي لقاءات مع المراسل تحدث عدد من العائدين عن الصعوبات والمضايقات والابتزاز الذي تعرضوا له من قبل المجموعات الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأمريكي والحياة البائسة التي عاشوها في المخيم نتيجة قلة الرعاية الصحية والغذاء مؤكدين أن فرحة خروجهم من المخيم اليوم والعودة إلى مناطقهم المحررة لا تعادلها فرحة داعين إلى الإسراع في تفكيك المخيم وإعادة المحتجزين فيه إلى مناطقهم قبل موسم الشتاء القادم تفاديا لتفاقم الحالة المأساوية بين الأهالي.
وأشار العائد محسن علي القمراوي إلى أن قوات الاحتلال الامريكي تتبع سياسة تجويع أهالي مخيم الركبان عبر منع دخول أي قوافل مساعدات إنسانية بغية تطويع وإذلال الأهالي واستخدامهم لأغراض سياسية ومنعهم من العودة إلى قراهم ومنازلهم التي طهرها الجيش العربي السوري.
بدورها لفتت خالدية الزرير إلى أنه لا توجد فرحة أكبر من عودة الإنسان إلى بيته بعد غياب وتهجير بسبب الإرهاب الذي دمر المنازل وقطع الشجر مبينة أن الجهات المعنية وعناصر الجيش العربي السوري قاموا بتأمين جميع مستلزمات واحتياجات العائدين فيما قدمت فرق الهلال الأحمر العربي السوري الأدوية وعاينت المرضى من العائدين.
وبين محمد المبارك أن الجهات المعنية سهلت أمور العائدين من “مخيم الموت” حتى للذين لا يملكون وثائق رسمية تثبت شخصيتهم فيما دعا محمد الصبح جميع القاطنين بمخيم الركبان وخاصة الشباب إلى العودة ومغادرة المخيم وكسر حاجز الخوف وعدم الالتفات إلى الإشاعات والإعلام المضلل.
ويشهد ممر جليغم عودة بطيئة للمهجرين السوريين من مخيم الركبان بسبب المعوقات التي تضعها قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف لإطالة أمد مشكلة مخيم الركبان ما يفاقم الوضع الإنساني فيه ويعرقل عودة المهجرين في ظل تأمين الدولة السورية الظروف المناسبة لعودة طوعية وآمنة لهم.