تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير دوبرينين، في “فزغلياد”، حول بوادر اتفاق بين المعارضة الفنزويلية والحكومة على خطوات نحو حل الأزمة، وتراجع خيار الحسم العسكري مبدئيا.
وجاء في المقال: عقدت مفاوضات، الأسبوع الفائت، بين الحكومة والمعارضة الفنزويلية بوساطة نرويجية. ولكن، لم يُكشف للصحافة رسميا عن اجتماع ممثلي الجانبين “في أرض محايدة”، هي جزيرة بربادوس، إلا أمس، مع أن المفاوضات بدأت منذ الاثنين الماضي واستمرت في سرية تامة تقريبا.
بدأ الحديث الجدي عن الحاجة إلى تسوية الأزمة في فنزويلا من خلال المفاوضات، في مايو، عندما تبين أن الوضع وصل في البلاد إلى طريق مسدود: فغوايدو حتى مع الدعم الأمريكي لا يملك القدرة على إسقاط الحكومة؛ ومادورو، مع أنه يعتمد على الجيش، إلا أنه عاجز عن كم أفواه المعارضة بالقوة.
وكانت النرويج، التي تعتد بخبرتها في تحقيق الهدوء في أمريكا اللاتينية، عرضت وساطتها. فعُقد الاجتماع الأول بين مندوبي غوايدو ومادورو، في أوسلو، في شهر مايو. وأعلن الطرفان، حينها، عن الفشل في الوصول إلى أي نتيجة في ذلك اللقاء.
ثم جاءت مفاوضات بربادوس لتظهر أن حل الأزمة في فنزويلا ممكن. فقد تقاطعت آراء المشاركين في الاجتماع على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية ومواصلة التفاوض على مستوى الوسطاء، من أجل وضع النقاط على الحروف.
لكن ما نشر في الصحافة عن نتائج المفاوضات لم يكن له الصدى المتوقع. فلم تكن تغريدات الرئيس الأمريكي نارية، وبدا أعضاء منظمة الدول الأمريكية، الذين تداولوا حتى اللحظة الأخيرة في إمكانية اسقاط النظام في فنزويلا بمساعدة التدخل الخارجي، أكثر ضبطا للنفس. أما في موسكو، فتم تقييم اجتماع بربادوس بشكل إيجابي، مع التشديد على أنه “يدل على استعداد الرئيس مادورو للدخول في حوار مع المعارضة”.
ردة فعل المجتمع الدولي المتحفظة هذه، لا تعني الوصول إلى حل يناسب الجميع، إنما تدل على أن العالم قرر عدم التسرع في صياغة استنتاجات. على الأرجح، حتى اللحظة التي يعود فيها الغليان مرة أخرى…
فلاديمير دوبرينين – “فزغلياد”