كان هناك راعي غنم يُدعى “سامح”، وكان سامح يبلغ من العمر عشر سنوات. واعتاد الصغير سامح أن يذهب في الصباح بقطيع الغنم إلى أعلى التل، ليرعاه من الذئب ويظل ينتظر حتى العصر ليعود بالغنم إلى الحظيرة.
وبمرور الوقت بدأ سامح يشعر بالملل، وفكر كثيراً في ما قد يفعله لقتل الشعور بالملل، وفجأة اتجه سامح إلى القرية وهو يصيح “الذب يأكل الغنم..الذئب يأكل الغنم”، وجاء وراءه الناس مسرعين، ليكتشفوا أن الغنم لازال يأكل في سلام من الخضرة، وبسامح واقفاً يشير إليهم ويضحك.
وكرر سامح ما فعل أول مرة في مرات متعددة على مدار شهر واحد، وفي كل مرة يصدقه أهل القرية، ويأتون وراءه ويكتشفون بعدها كذبه وتضليله.
حتى أتى يوم فوجىء فيه سامح باقتراب ذئب من القطيع، وعندما حاول دفعه بعيداً بالعصي، زمجر الذئب بوجهه وأخذ يهجم على الغم، ويقتلهم واحداً تلو الآخر، وصاح سامح وهو يتجه إلى القرية “انجدوني ..الذئب يأكل الغنم”.
ولكن أهل القرية رفضوا تصديقه ولم يأتوا معه، وجلس سامح يبكي، ولولا أن فراء الغنم كانت قد انتشرت فوق التل ما صدق أهل القرية سامح حينما تأخر في العودة إلى وقت الغروب، وذهبوا إليه ليكتشفوا بنفسهم الأمر.
قال “عم سمعان” كبيرهم لسامح “هذا درس عظيم لك يا سامح، لا يفلح رجل كذاب أبداً”.