الدرس السوري ,,, بقلم : فخري هاشم السيد رجب – صاحب موقع أصدقاء سورية

بعد مرور ثماني سنوات وثلاثة أشهر على الأزمة السورية، اي ما يعادل 35130 يوماً، أو 843120 ساعة، فالأخبار تميل إلى دحر الإرهاب هناك، ولم تتبق إلا مناطق معدودة، ويعود سبب تأخر الجيش في استعادتها الى أن هناك مواطنين محتجزين وممنوعين من المغادرة، وسيتعرضون للقتل إذا اشتعلت المعارك هناك، وهذا هو بيت القصيد ليتهموا الجيش السوري، والسبب الثاني أن هناك قوات أجنبية محتلة، منها الجيش الأميركي والجيش التركي. الغريب في الأمر أن الجيش التركي يحتل أراضي في سوريا، وإذا قامت القوات السورية بأي عمل تجاه المحتل التركي ترتفع أصوات المسؤولين الأتراك بالتهديد والوعيد، وتُرسل تعزيزات للجيش التركي كأنهم يتحدثون عن احتلال أراضٍ تركية، فهل يقبل السيد أردوغان توغل السوريين واحتلال أراضٍ في تركيا؟ ما تفسير الرئيس أردوغان وهو يحمي هيئة تحرير الشام في ادلب (جبهة النصرة سابقا) بمنع الجيش السوري من التدخل، وهو الذي صنفها بالإرهابية كما صنفتها الولايات المتحدة؟ يصعب تفسير تلك السياسات، أميركا من ناحية أخرى تضع قواعد عديدة في حلب والرقة والحسكة ومنبج، وتمنع الجيش السوري من استعادة أراضيه، وتريد شرارة للتدخل العسكري بحجة حماية جنودها، فهي محتلة بالأصل. لقد مرت أيام عصيبة على الشعب السوري من قتل وتدمير وحصار اقتصادي جائر، ومنع التعاملات المالية والبنكية الخارجية واستيراد المعدات، وقام أعداء سوريا بالحرب الداخلية، أرادوا تحريك الشعب السوري ضد حكومته من خلال حرب اقتصادية بشعة لا يمكن تفسيرها إلا أنها قرصنة علنية. قرصنة بواخر النفط المرسلة إلى سورية هي نوع من الخنق البطيء لحياة الشعب السوري المتضرر أصلاً، وخلق تذمر، فشغب، فتظاهرات. ولكن الحمد لله الشعب السوري واعٍ، ولديه خبرة طويلة من خلال حصار الثمانينات الاقتصادي، مما خلق منه شعباً مكافحاً يصنع قوته بيده، ويصنع آلياته بسواعده، ويصنع الدواء والمعدات، فكان تأثير الحصار محدوداً على الشعب السوري وإيجابياً لأنهم شعب مكتف ذاتياً، لا يعتمد على الغير، وللعلم قبل حرب 2011 المفتعلة كان الدين الخارجي لسورية قليلاً جداً. الشعب السوري شعب جبار، يستطيع أن يتأقلم مع كل الظروف، ولديه مناعة ضد التآمر الخارجي، والسبب أن الشعور بالوطنية ومحبة أرضه وترابه هما الدرع الواقية ضد أي تدخلات وأي محاولات لكسر تكاتف الشعب، ومصيرها في النهاية واحد، أما وطن مرفوع الرأس أو شعب بلا وطن ومسلوب الإرادة. حان الوقت لتعلم معنى التضحية الحقيقية من أجل الكرامة.. فالتقارب مع العدو الإسرائيلي لا يعني إلا نجاح مخطط توسعة الأراضي المحتلة وتطبيق حلم إسرائيل الكبرى.

*فخري هاشم السيد رجب – كاتب كويتي صاحب موقع أصدقاء سورية