أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن سياسات بعض الحكومات القائمة على فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب على سورية وعرقلة عملية إعادة الإعمار ودعم وتمويل الإرهاب وتجاهل وحماية الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل تعيق تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030.
وقال الجعفري في بيان أمام المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة والاجتماع رفيع المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي إن موقف سورية المبدئي من أجندة التنمية المستدامة 2030 يتفق مع التقييم الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة في أكثر من مناسبة والذي أكد فيه على أن الاختبار الحقيقي لإنجازاتنا لن يقاس بخطابات في نيويورك أو جنيف بل من خلال تحقيق نتائج ملموسة في حياة الناس الذين نخدمهم.
وأوضح الجعفري أن سورية لا تزال تؤمن بأن “تمكين الناس والشمولية والمساواة” والوصول إلى حلول مستدامة لتحدياتنا التنموية يتطلبان التركيز على خلق الفرص العادلة من خلال مقاربة دولية وأممية تقوم على بناء الثقة الحقيقية بين الحكومات والاحترام المتبادل للسيادة والخصوصية الوطنية.
وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية سعت بشكل حثيث إلى إنجاز التقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة وقد تم إنجازه ونشره في شهر نيسان 2019 وكنا نتطلع لأن تكون سورية بين الدول التي قدمت استعراضاتها الوطنية الطوعية هذا العام.
وأكد الجعفري أنه ومع ذلك سيأخذ هذا التقرير الوطني اليوم فرصة مهمة للتطوير والتحديث قبل استعراض العام المقبل وسيشكل الخطوة الأساسية في إعداد الخطط والتقارير الوطنية اللاحقة في مجال تنفيذ أجندة 2030 وإطلاق العملية التنموية كأحد أركان التعافي من آثار الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية.
وقال الجعفري: نحن متفقون من حيث المبدأ على أن تنفيذ أهداف هذه الخطة هو مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى إلا أن مواجهة معظم التحديات التي تعيق تحقيقها هي مسؤولية أممية ودولية مشتركة.
وتساءل الجعفري: كيف يمكن لسورية التي تعيش ظروفا استثنائية تستحق من المنظومة الأممية اهتماماً خاصاً “حسبما نصت عليه الأجندة ذاتها” أن تتجاوز العوائق الأساسية لتحقيق التنمية بأبعادها الثلاثة والناجمة عن سياسات بعض الحكومات القائمة على فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب ترقى إلى مستوى الحصار والإرهاب الاقتصادي وعلى عرقلة عملية إعادة البناء والإعمار في سورية ودعم وتمويل الإرهاب واستخدامه سلاحاً سياسياً وعسكرياً ضد سورية وتجاهل وحماية الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل.
وقال الجعفري: إننا نشهد اليوم بعد مرور أربعة أعوام على اعتماد أجندة 2030 جنوحاً لدى بعض الأطراف الدولية نحو الانتقائية بهدف إسقاط أو تجاهل مبادئ وأهداف أساسية في الأجندة وبما يهدد بتقويض التوافق الذي تحقق عند اعتمادها وإذا ما استمر هذا النهج الإقصائي فإننا سنبقى نجتمع كل عام لنعبر عن قلقنا من بطء مسارات تحقيق أهداف التنمية على الصعيد العالمي في مقابل تسارع خطير للنزاعات ومؤشرات الإنفاق العسكري على الصعيد العالمي أيضاً.