نهلة البدوي… تجربة أدبية متنوعة الأمداء

الأديبة نهلة البدوي صاحبة تجربة أدبية تطرقت فيها غير جنس أدبي فاكتسبت من بيئتها الغنى والتنوع اللذين ساعداها على طرق باب الرواية والقصة والشعر.

ويحضر في نتاجات البدوي الوطن ودمشق الياسمين وبطولات الجندي العربي السوري كقاسم مشترك أصبح كهوية تميزها موضحة في حديث لـ سانا الثقافية أن الشغف للكتابة رافقها منذ طفولتها وجعلها تتخطى الصعوبات ومنها عدم إكمال دراستها معتبرة أن الإبداع ليس رهنا بالتحصيل العلمي بل يتعلق بموهبة الإنسان وتطويره لها عبر التثقيف الذاتي والمطالعة المستمرة لكل شيء يغذي الذائقة الأدبية.

وأشارت صاحبة المجموعة القصصية النافذة المتحركة إلى أن ميلها للأدب بدأ من تعلقها بمكتبة المدرسة ومن معلمة اللغة العربية التي كانت الداعم الأول والأساسي لعشقها للقراءة ليتحول لاحقا لهاجس لا يتوقف عن تحريضها واستثارة قلمها للمثول في بلاط الورق.

البدوي التي شغفت بالقصة الطويلة في بدء مشوارها الأدبي تعلقت لاحقا بالرواية التي أدخلتها في عبابها الشيق فوظفت ما لديها من أفكار ورؤى وحولتها إلى ركيزة تستند إليها وتعتبرها مخزونا تلجأ إليه لدى الكتابة وتفرضه عليها وتيرة الأحداث في كل عمل تشرع بكتابته.

وعن جوهر الفرق بين كتابة القصة والرواية توضح صاحبة رواية بحر وحسون “أن هناك فرقا كبيرا بين الوطن والقرية وبين النهر والبحر والقصة أشبه بمقطوعة عزف منفرد أما الرواية فهي أوركسترا وكورال وصخب آلات وجوقة هائمة في فضاء مأهول وللقصة صوت تعندل رنينه في أفق غرفة بنافذة صغيرة مطلة على ساقية صدى أما الرواية فهي وطن يضم كل شيء مع أصوات بألف لغة وصدى منها ما يخدش ومنها ما يطرب”.

وحول تجربتها مع أدب المذكرات ذكرت مؤلفة رواية مذكرات صحفي عنيد أنه يشكل عندها حالة رد فعل على الواقع بكل الأحداث التي تسجل تداعياتها لتحويلها إلى نصوص تنتصر للإنسان في بحثه الدؤوب عن الخير والمحبة والخبز والحرية وتقدم منتجا ثقافيا له انعكاس في الضمير الوجداني وتسجيل لسيرة الإنسان.

وحول تجربتها الشعرية تبين البدوي أنها تكتب النص النثري بعفوية وعلى سجيتها لأنه لم يتح لها دراسة الشعر الموزون والتوغل في عالمه المليء باللآلئ رغم شغفها بقراءته معتبرة في الوقت ذاته أن النثر فضاء مفتوح من ألم وحزن يكسبانه الموسيقا والرتم الداخلي.

والكتابة عند البدوي محصلة لوجود الإنسان تجعلها تتبع أصوات الشكوى والآلام وتكتب عن الطفولة الباحثة عن أمان على مخدة من حصى وليس على وسادة من ريش وعن الورود في تربة الملح وعن هموم الآخرين وعن الحرب اللئيمة التي جرحت وطعنت ومثلت بالبشر والحجر مؤكدة أننا سنبقى نكتب الحب والحياة طالما أنها تستوعب النسمة والأنواء.

وللمهرجانات الثقافية حيز من اهتمام الأديبة البدوي حيث بينت أنها تتابع ما تقيمه المراكز الثقافية أو اتحاد الكتاب العرب من نشاطات في محافظة طرطوس حيث تقيم وأن هذه النشاطات تستقطب مواهب متعددة بجميع الأعمار بدءاً بالمثقفين والأدباء الشباب إلى الهواة.

وصدر للأديبة البدوي عدد من المجموعات القصصية والروايات منها تذكرة سفر وبحر وحسون وشجرة الليلك وذات غربة إضافة إلى أعمال روائية قيد الطباعة منها مذاكرات صحفي عنيد ورماد المحطات.

سانا