كيف تتحكم بأحلامك عبر “خداع الدماغ”؟

يمكن أن تكون الأحلام في كثير من الأحيان تجارب مربكة وغير واضحة المعالم، ما دفع العلماء للاهتمام بكيفية تأثيرها على الدماغ للدخول في حالات شبه واقعية بالنسبة للمرء.

وأشار الخبراء إلى أهمية الحلم الواضح أو المفهوم (عندما يكون الفرد على علم بأنه يحلم)، في توفير قيمة هامة حول كيفية تكوين الوعي وتحسين المهارات الحركية من خلال التصور.

وتبيّن أن استخدام الصور الذهنية لاستكشاف المهارات الحركية، يؤدي إلى تحسين أداء الرياضيين والممارسين الطبيين والموسيقيين، فضلا عن المساعدة في إعادة تأهيل التحكم اليدوي والمهام الحركية الأخرى، على سبيل المثال بعد تلف الجهاز العصبي.

كيف تحقق الحلم الواضح؟

طُوّرت تقنيات مختلفة للحث على الأحلام الواضحة في السنوات الأخيرة، ولكن حتى الآن لم تنجح أي منها بشكل موثوق وثابت بين الأفراد.

ولا يعني ذلك أنه لا يمكن تحقيقها- رغم أن الأبحاث في هذا المجال ما تزال في بدايتها، فإن بعض التقنيات تبشر بالخير بالفعل. وإليك التقنيات ذات الإمكانات الأكثر توفرا، والتي يمكن تجربتها في المنزل.

التقنيات المعرفية: هي الأنشطة التي تُنفذ خلال النهار أو أثناء النوم. وحتى الآن، كان هذا النوع من النهج أكثر نجاحا في تحفيز الأحلام الواضحة.

ووجدت دراسة حديثة شملت 169 مشاركا أستراليا، أن مجموعة من 3 تقنيات تحفز على تحقيق الأحلام الواضحة بنجاح كبير: اختبار الواقع، تحفيز الحلم الصافي السريع، والإستيقاظ مع العودة إلى النوم.

– اختبر واقعك عدة مرات في اليوم

تتضمن طريقة اختبار الواقع أن تسأل نفسك عند اليقظة عما إذا كنت تحلم، حيث يؤدي التحقق المتكرر طوال اليوم إلى مواجهة أحداث اليقظة نفسها أثناء الحلم، وبالتالي يصبح عالم الأحلام أكثر وضوحا.

– درّب أحلامك

يتدرب الفرد في هذا الأسلوب على حلم معين ويتخيل أن يصبح واضحا أثناء تكرار مقولة تعبر عن النية نفسها، مثل: “في حلمي القادم، أريد أن أتذكر أنني أحلم”.

وللحصول على أفضل النتائج، يجب إجراء ذلك أثناء العودة إلى النوم حيث يجب ضبط المنبه للاستيقاظ قبل ساعة أو ساعتين من وقت الاستيقاظ الطبيعي، والبقاء في يقظة تامة لبضع دقائق ثم العودة إلى النوم.

ويُعتقد أن هذه الصحوة القصيرة تزيد التنشيط القشري في مناطق الدماغ الرئيسية المتورطة في الحلم الواضح، عندما يدخل الفرد مرة أخرى في مرحلة نوم حركة العين السريعة، التي يحدث خلالها الحلم الحي.

تتطلب هذه الاستراتيجيات جهدا مستمرا ليكون لها تأثير ملموس، لذا طورت العديد من شركات التكنولوجيا أجهزة قابلة للارتداء تهتز أو تشغل الأصوات أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، للوصول إلى الأحلام الواضحة بسهولة.

وتتمثل الفكرة في أن تُدمج ضمن محتوى الحلم، وبالتالي تنبيه الحالم إلى أنه يحلم. ولكن التعامل مع تقنيات التحفيز الخارجية يجب أن يحدث بحذر شديد منعا لإيقاظ الأشخاص ذوي النوم الخفيف، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم.

– عقاقير الحلم

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التدخلات الدوائية يمكن أن تبشر بالخير. وعلى سبيل المثال، ثبت أن الغالنتامين (وهو مثبط إنزيمي يستخدم عادة لعلاج ألزهايمر) يزيد بشكل كبير من معدلات تحريض الأحلام الواضحة، عند استخدامه مع التقنيات المطورة.

ويجب توخي الحذر أيضا عند استخدام المكملات والأعشاب الأخرى، التي يُزعم أنها تزيد من وضوح الحلم، فهي ليست مدعومة بأدلة علمية.

المصدر: ذي صن