اعتبر وزير خارجية فلسطين رياض المالكي أمام اجتماع في الأمم المتحدة، أن أمريكا تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام.
وقال المالكي خلال الاجتماع غير الرسمي للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي حضره المفاوض الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات: “الفلسطينيون لا يملكون رفاهية عدم الانخراط في أي جهود للسلام لكن جهود الإدارة الأمريكية لا يمكن وصفها بجهود للسلام ولا ترقى إلى ذلك مع الأسف”.
وأضاف أن كل شيء يشير حتى الآن إلى أنها ليست خطة للسلام لكنها شروط للاستسلام مشيرا إلى أنه لا يوجد أي قدر من المال يمكنه أن يجعل هذا مقبولا، وذلك في إشارة إلى ما يعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”التي ستكشف واشنطن عن مضمونها في يونيو القادم.
وتركز الاقتراحات الأمريكية بخصوص حل القضية الفلسطينية على محاولة إغراء الفلسطينيين بتعزيز الاقتصاد الفلسطيني وبوضع اقتصادي مريح مقابل تخليهم عن حقوقهم في أرضهم ووطنهم الأم، وحق العودة إلى أرض الآباء والأجداد. ولا يتطرق المقترح الأمريكي إلى حل الدولتين الذي كان هدفا لجهود السلام السابقة.
وقال غرينبلات خلال الاجتماع الذي دعت إليه إندونيسيا في الأمم المتحدة: “ستكون رؤية السلام التي سنقدمها قريبا واقعية وقابلة للتنفيذ لكنها ستتطلب تنازلات من كلا الطرفين”. وأضاف “نأمل حقا أن يلقي الإسرائيليون والفلسطينيون نظرة صادقة على رؤيتنا للسلام عندما نصدرها قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب”.
ويرفض الفلسطينيون الجهود الأمريكية منذ القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017 بنقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويطالب الفلسطينيون بدولة لهم تضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهي مناطق استولت عليها إسرائيل عام 1967.
وقال المالكي إن هناك من يرى أن الأمريكيين ربما يقدمون ما يفاجئ الجانب الفلسطيني لكنه رد بالقول إن الفلسطينيين كانوا سيشعرون بتفاؤل أكبر ما لم يتجاهل الأمريكيون المطالب الفلسطينية وما لم يغضوا الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية وما لم يعملوا على إسكات أي حديث عن أساسيات السلام.
المصدر: رويترز