يقول الخبراء إن استجاباتنا المناعية تتحكم فيها الساعة البيولوجية للجسم على مدار اليوم، وهذا ما يجعل المرض أكثر حدة على المصابين به في أوقات محددة من الليل والنهار.
وتعمل الساعة البيولوجية المتحكمة في الاستجابات المناعية للجسم، على مدار 24 ساعة، وهي تنظم النوم واليقظة على فترات منتظمة، ما يعرف باسم دورة النوم/الاستيقاظ.
وحلل الباحثون في سويسرا مجموعة من الدراسات، خاصة التي أجريت على الفئران، ووجدوا أن الاستجابات المناعية التكيفية، تقع تحت السيطرة البيولوجية.
واكتشف الباحثون أربع حالات مختلفة كانت أكثر انتشارا في أوقات معينة من اليوم، وهي: النوبات القلبية والالتهاب الرئوي والالتهابات الطفيلية ونوبات الربو.
-النوبة القلبية: في الصباح
أظهرت النتائج التي نشرت في مجلة “Trends in Immunology”، أن النوبات القلبية أكثر شيوعا في الصباح، وهي تميل إلى أن تكون أكثر حدة من الليل.
ولاحظ الباحثون أن عدد خلايا الدم البيضاء التي تقاوم البكتيريا والفيروسات والفطريات، مرتفعة خلال النهار.
وفي الليل، تكون مرتفعة في أنسجة القلب الميتة، ما يعني أنه لا يوجد قدر كبير من الحماية القلبية في ذلك الوقت مقارنة مع الصباح.
-الالتهاب الرئوي: بعد الظهر
وجد الباحثون أن السم البكتيري المرتبط بالالتهاب الرئوي يبدأ استجابة التهابية في رئتي الفئران في فترة ما بعد الظهر، ولاحظ الباحثون أن الخلايا المناعية يمكن أن تجند المزيد من خلايا الدم البيضاء في التجويف البريتوني والطحال والكبد في فترة ما بعد الظهر، مما يؤدي إلى تطهير البكتيريا في ذلك الوقت.
-العدوى الطفيلية: المساء
أظهرت النتائج أن الإصابات الطفيلية كانت تعتمد أيضا على الوقت، وتمكنت الدراسات التي أجريت على الفئران المصابة بالطفيليات المعوية “Trichuris muris”، في الصباح، من قتل الديدان بشكل أسرع من الفئران المصابة في المساء.
-الربو: منتصف الليل
تتبع أعراض الحساسية إيقاعا يوميا، وهو حالة تزداد سوءا عموما بين منتصف الليل وصباح اليوم الباكر، ويقول الخبراء إنهم وجدوا التهابا في مجرى الهواء لدى الفئران، وهو ما قد يتعلق بزيادة خطر نوبات الربو خلال الليل.
ووصف المؤلف البارز كريستوف شيرمان، عالم المناعة بجامعة جنيف، النتائج بأنها “ملفتة للنظر”، وأضاف أنها “يجب أن تكون ذات صلة بالتطبيقات السريرية”.
ولاحظ الباحثون في كل من البشر والفئران، أن أعداد خلايا الدم البيضاء تتأرجح جيئة وذهابا بشكل يومي على مدار 24 ساعة، وهذا ما يثير مسألة ما إذا كان من الممكن ليوم واحد تحسين الاستجابة المناعية من خلال الوعي بطرق استخدام الساعة البيولوجية.
وقال شيرمان: “إن التحقيق في إيقاعات الساعة البيولوجية في المناعة الفطرية والتكيفية، يعد أداة رائعة لفهم التفاعل الفسيولوجي بشكل عام، والتتابع المعتمد على الوقت للأحداث في توليد استجابات مناعية”.
وتابع: “يكمن التحدي في كيفية توجيه فهمنا الآلي المتزايد لعلم المناعة اليومي إلى علاجات مصممة خصيصا للمرضى من البشر”.
ذي صان