قلق الانفصال

نظرة عامة

اعتدتَ على أن تترك طفلك مع أحبائك أو غير ذلك من مقدمي رعاية الطفل الموثوقين الآخرين مع قبلة على الخد وتلويحة وداع سريعة. ولكن تلك الوداعات حاليًا تستثير الدموع والسلوك التعلّقي. ماذا يجري؟

قلق الانفصال مرحلة طبيعية من نمو الرضع والأطفال الصغار. ورغم ما يبدو في ذلك من إحباط، فهو في واقع الأمر أحد المعالم العاطفية التي تبدأ عادةً في عمر 8-9 أشهر. يبدأ طفلك فهم أنك واحدة فقط — وأنك تظلين موجودة حتى لو لم يبصرك.

عادةً ما يزول قلق الانفصال بحلول عمر 24 شهرًا. وفي الوقت الحالي، ودعيه بلطف وطمئني طفلك أنك ستعودين قريبًا. نادرًا ما يتطلب قلق الانفصال العلاج الطبي.

الأعراض

يُعد الغضب والبكاء من العلامات التقليدية لقلق الانفصال. كما أن الصراخ ونوبات الغضب محتملة أيضًا. خلال النهار، قد يرفض طفلك أن يبرح جانبك. أثناء الليل، قد يستيقظ ويصرخ وينادي عليكِ.

بين سن 8 و12 شهرًا، غالبًا ما يعاني الأطفال فترة من قلق الانفصال. وعادةً ما تصل إلى ذروتها ما بين سن 10 و18 شهرًا. يتخلص معظم الأطفال من قلق الانفصال بعمر 24 شهرًا.

اضطراب قلق الانفصال

يُعد قلق الانفصال لدى بعض الأطفال علامة على حالة أكثر خطورة تُعرف باسم اضطراب قلق الانفصال.

إذا بدت حالة قلق الانفصال لدى طفلك شديدة أو طويلة الأمد — خاصة إذا كانت تؤثر على المدرسة أو الأنشطة اليومية الأخرى أو تتضمن نوبات هلع أو غيرها من المشاكل، فقد يعاني من اضطراب قلق الانفصال. ويرتبط ذلك في أغلب الأحيان بقلق الطفل على أحد والديه، ولكن يمكن أن يرتبط كذلك بمقدم رعاية آخر قريب منه.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، الذي نشرته American Psychiatric Association (جمعية الطب النفسي الأمريكية)، يمكن أن يحدث اضطراب قلق الانفصال في سن ما قبل المدرسة ويتم تشخيصه عندما تكون الأعراض مفرطة في سن النمو لدى الطفل. قد تشمل الأعراض الآتي:

اضطراب متكرر ومفرط من كونه بعيدًا عن المنزل أو الوالدين

القلق المستمر والمفرط بشأن فقدان أحد الوالدين جراء مرض أو كارثة

القلق المستمر من حدوث شيء سيئ، مثل فقدانه أو اختطافه، مما يؤدي إلى انفصاله عن الوالدين

رفض الابتعاد عن المنزل بسبب الخوف من الانفصال

عدم الرغبة في البقاء وحيدًا، ودون وجود أحد من الوالدين في المنزل

كوابيس متكررة تتعلق بالانفصال

الشكاوى المتكررة من الصداع وآلام المعدة أو غيرها من الأعراض عند توقع الانفصال عن أحد الوالدين

متى تزور الطبيب

إذا كانت لديك مخاوف بشأن قلق طفلك من الانفصال، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية.

متى يجب الذهاب إلى طبيب

عادةً ما يتطلب اضطراب قلق الانفصال تلقي العلاج، وقد يؤدي إلى اضطراب الهلع واضطرابات قلق أخرى في مرحلة البلوغ.

إذا كانت لديك مخاوف بشأن قلق طفلك من الانفصال، تحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بطفلك أو إلى مقدم رعاية صحية آخر.

الأسباب

إن شعور الأطفال الرُضّع وحديثي المشي بالوقت ضئيل، وذكرياتهم عن الخبرات الماضية محدودة. عندما تغادر، يمكن ألا يعرف طفلك متى سترجع— أو إذا ما كنت سترجع. يمكن أن يشعر طفلك بالضيق عندما لا تكونان معًا— حتى لو ذهبت إلى غرفة أخرى لدقائق قليلة.

في بعض الأحيان، يمكن أن يبدأ قلق الانفصال عند حدوث تغيرات في حياة الطفل مثل:

وضع رعاية طفل جديد

شقيق جديد

منزل جديد

ضغط أو توتر العائلة

عوامل الخطر

اضطراب القلق من الفراق يبدأ غالبا من الطفولة، لكنه يمكن أن يستمر حتى سنوات المراهقة وفي بعض الأحيان حتى البلوغ.

عوامل الخطر قد تشمل:

ضغوط الحياة أو الفقدان الذي ينتج عن الفراق، مثل مرض أو موت أحد أحبائك، فقدان حيوان أليف محبوب، طلاق الوالدين، أو الانتقال أو دخول المدرسة

بعض الأمزجة، المرتبطة باضطرابات القلق أكثر من غيرها هي

التاريخ العائلي، بما في ذلك الأقارب بالدم الذين عانوا من مشاكل مع القلق أو اضطراب القلق، يشير إلى أن هذه السمات يمكن توريثها

القضايا البيئية، مثل المرور بكارثة ما اشتملت على الفراق

المضاعفات

يتسبب اضطراب قلق الانفصال في ضغوطات ومشاكل رئيسية تظهر في المواقف الاجتماعية أو في العمل أو المدرسة.

وتتضمن الاضطرابات التي قد تصاحب اضطراب قلق الانفصال ما يلي:

اضطرابات قلق أخرى مثل اضطراب القلق المعمم أو نوبات الهلع أو الرهاب أو اضطراب القلق الاجتماعي أو رهاب المناطق المكشوفة

اضطراب الوسواس القهري

الاكتئاب

الوقاية

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من اضطراب قلق الانفصال لدى طفلك، ولكن قد تساعد هذه التوصيات.

اطلبي المشورة المهنية في أقرب وقت ممكن إذا كنتي متخوفة من أن قلق طفلك أسوأ بكثير من مجرد مرحلة طبيعية يمر بها أثناء نموه. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكرين في تقليل الأعراض ومنع تدهور الاضطراب.

التزم بخطة العلاج للمساعدة في منع حدوث الانتكاسات أو تفاقم الأعراض.

اطلبي علاجًا احترافيًا إذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب أو غيرها من المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية، حتى تتمكنين من تنمية مهارات التكيف الصحي لطفلك.