يرى الموسيقي مروان دريباتي أن الموسيقا لحن الحياة الخالد معها ترقص الروح فرحا أو حزنا بعيدا عن المادة والأشياء الملموسة في عالم الفن والخيال.
الموسيقي دريباتي المدير الفني للبيت العربي للموسيقا والفنون في اللاذقية اكتشف عشقه للموسيقا بالصدفة وانتقل من شغفه بالعلوم البحتة والرياضيات إلى عشق النغم واللحن عندما كان شقيقه وشقيقته يتعلمان العزف عند مدرس موسيقا ليجد نفسه بين الأنغام تاركا لغة الأرقام وعاشقا لغة الأوتار.
الموسيقي دريباتي أوضح في مقابلة مع سانا أنه اشتغل الأعمال الموسيقية للمسرح بعد تدريسه مادة الموسيقا في مدارس وثانويات اللاذقية إضافة إلى تدريبه لكورال الأطفال وتأسيسه فرقة “زواريب” التي قدم من خلالها أعمال كثيرين من رموز الموسيقا العربية كجوزيف صقر وزياد الرحباني ونصري شمس الدين وبعضهم حضروا أعماله واثنوا عليها.
وبين دريباتي أنه يحضر حاليا عملا موسيقيا من تأليفه لاوكسترا البيت العربي بقيادة المايسترو بيرج قسيس والأشعار لعدد من شعراء سورية مثل صقر عليشي وعصام حسن مشيرا إلى أن المشروع سيشمل أغلب شعرائنا وسيقدم عرضه الأول بدار الأوبرا في الـ 31 من تموز القادم.
وأوضح دريباتي أن “حاجة الإنسان إلى الموسيقا أبدية كي يغسل روحه من عذاباتها وأوساخ المادة والتكنولوجيا والحرب والدمار والسعي إلى المال” معتبرا أن الموسيقا وحدها تبقي الحواس طازجة لتدل على القيم الأخلاقية في الطبيعة والبشر أما القتلة ومشعلو الحروب فلا يمكن أن يصغوا إلى صوت الفن والنغم.
كما أوضح دريباتي أن الموسيقا في سورية وجدت منذ أيام الفينيقيين فقدمت الأبجدية والكلمة والنغم وظلت جزءا من إرثنا الحضاري الثقافي والمعرفي الذي انتصرنا به.
ولفت دريباتي إلى نقص الوعي المعرفي والثقافي عند بعض المغنين لدرجة أنهم لا يحسنون اختيار الكلمات الجدية رغم أصواتهم الجميلة فيختارون الرديء ظنا منهم أنها جيدة داعيا إلى مواجهة هذه الظاهرة بالثقافة والعلم والاطلاع والوعي.
ويقوم دريباتي في هذا الصدد بتدريب الصغار ضمن مشروع لمحو الأمية الموسيقية عند الجمهور منذ الطفولة وفق خطة متكاملة تبدأ بمراحل الطفولة الأولى.
يشار إلى أن الفنان دريباتي من مواليد اللاذقية وعمل مدرسا لمادة الموسيقا في ثانوياتها ثم انتقل للعمل في المسرح والتدريب على العزف بمعاهد خاصة وقدم عدة اعمال في معهد العالم العربي بباريس وفي المانيا وبلجيكا وشارك بمهرجانات عديدة داخل سورية وخارجها كما وضع فواصل موسيقية لبرامج تلفزيونية وإذاعية مثل صولو والميكروفون الذهبي.
سانا