الجزء الثاني من قصة ( موعد مع قدري ) للكاتب فريهان طايع

شئ عن هاته الحياة لأنني حميتك حتى زواجي الذي تظنين أنني اخترته كان لحمايتك و حتى والدك الذي منعتك من زيارته كان لحمايتك أنت، أنا لم أحب يا ابنتي غير والدك أنا قلبي لم ينبض غير بإسم فرات الأندلسي هذا الإسم يا ابنتي لازال راسخ في عقلي و لم أنساه أبدا كان قاضي ناجح حكم بالحق و العدل كان منصف الأبرياء و كان يصدر حكمه في ضد كل من خرج عن القانون، كان ميزان الحق و صوت الضمير الغائب في عصرنا يا ابنتي كان لا يكتفي بالوثائق الموجودة لديه كان محقق أيضا لكي لا يظلم أحدا يا ابنتي كان لا ينام و هو يفكر في القضايا جيدا كي لا يظلم أحد كيف لا أحبه يا ابنتي و أنا قضيت أجمل سنوات حياتي بقربه كنت فقيرة يا مارم و هو كان غني جدا لكن لم يتركني أشعر لثانية أنه أفضل مني كيف لا أحبه لكنني تغلبت على أوجاعي و أعيش لأجلك، أنت و يوسف لم تتزوجا بعد و لم تتورطي في الزواج منه ستندمين فيما بعد يا مارم لا يمكن أن أراك تدمرين حياتك و أنا انظر افهميني يا ابنتي لو كنت أعلم أنه خير لك لما منعتك يا ابنتي ثقي بي أنا والدتك و لن يحب الخير لك أحدا مثلي أنا ،ابتعدي و ستتعودين على غيابه
تركتني و أنا أبكي و هي أيضا كانت تبكي لم أفهم شئ منها و من كلامها الغريب
أنا من صدمة إلى صدمة تلو الاخرى أنا الرياح تلعب بي مثلما تشاء أنا كل ما حولي ألغاز و رموز لا أقدر على فكها لماذا تفعل بي هكذا و كيف تحب أبي و هي تزوجت بعد موته بشهرين لم تنتظر حتى سنة يكفي سجن الأسئلة التى لا أجد لها إجابة آه ليتني أفهم ماذا يحدث آه لو أفهمها زواجي من يوسف سيدمر حياتي هل عندما أتزوج من أحب ادمر حياتي
يا إلهي سأفقد صوابي، انها وضعتني في كهف مظلم و تركتني في الحيرة الحيرة تقتلني و نارها يعذبني لم أرى أمي بهذا الضعف في حياتي دموعها تحرقني لكن لم لا تقول شئ غير بدموعها و هل الدموع كافية لتفسر لي و أي حقيقة سأعرفها ؟ هل هي تعرف حقائق عن يوسف ماذا ستكون هل لديه علاقات يا ترى أم ماذا هل شاهدته يخونني لكن ما الذي يمنعها من أن تخبرني هل خيانته تجعلها تبكي هكذا و هل يمكن أن يكون يوسف مخادع هذا الوجه البرئ و الشخص المستقيم الذي لطالما رأيت فيه صورة من أبي و لماذا سيخدعني ماذا فعلت له أنا ؟و لماذا ذكرت عمل أبي و كيف كان يعمل هي لم تتحدث سابقا ترى ما بها أمي هل هي مريضة و تخفي عني يا إلهي هي كل ما أملك لن أتحمل فكرة فقدانها كيف تكون مريضة و أنا لم أنتبه كانت كل الأفكار السودواية تخطر في عقلي و لم أكون أتوقع الاسوء يوما
كنت أتجول في الحديقة و أفكر في كل الأفكار التي أفسر بها رفض أمي ليوسف التي لم تبرره لكن دموعها كانت كافية لاشعر بها كم تعاني لم أكون أتوقع يوما أنها تعاني هكذا هي صامدة فعلا لم أرغب في زيادة اوجاعها و كنت احترق و لا أقدر أن اسألها خوفا من أن أراها تبكي و أغلقت هاتفي و حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي و ابتعدت عن يوسف قلت في نفسي سأحترم رغبتها و أبتعد عنه فترة و عندما تهدأ سأحاول اقناعها كنت خائفة من أن تكون مريضة و تخفي مرضها عني حتى أنني اتصلت بطبيبها و أكد لي أنها بخير لكن الهواجس كانت تقتلني و اعتقدت أنها اتفقت مع طبيبها أن تخفي مرضها عني أو انها تذهب لطبيب اخر كنت سأفقد صوابي و توالت الأيام و الليالي و لم أعرف نوما و لا راحة بال كنت أشتاق ليوسف لكنني لم أتصل به كنت أحترق بين حبي لأمي و حبي ليوسف إلي أن جاءت الليلة التي اعتبرتها الليلة السوداء في حياتي كنت في المطبخ و في يدي كوب ماء سمعتها ليلتها تتحدث مع زوجها ياسين
كانت تبكي و هي تتحدث إليه سمعت حوارهما حيث قالت
-أخبرني يا ياسين هل أنا أم سيئة يا ياسين و أنا فعلت كل ما بإمكاني من أجل سعادتي ابنتي مارم لكنني لم أتمكن من اسعادها و لم أستطع يوما أن أخبرها الحقيقة التي حاولت إخفائها عنها لسنوات حتى زواجي منك كان لحمايتها لأنك وفرت لنا الحماية بعد موت أباها لم تنجب أبناء لكنك اعتبرتها ابنتك و حرصت على تعليمها مجال الأعمال لتكون سيدة أعمال ناجحة مثلك و تكون قوية بالمال و النفوذ لكنها لم تفهمنا يوما يا ياسين لأننا لم نشرح لها غرابة تصرفاتنا بكوننا محقين بأن نخاف، و أنت عرضت نفسك للخطر لحمايتنا كانت رجولة منك أنك لم تتركني و لم تتركها و هي طفلة في هاته الغابة المليئة بالوحوش هي تظنني أنني لا أحب والدها و أنني منعتها من زيارته هكذا بدون سبب و منعتها حتى أن تزور عائلته أعلم أنها محقة بتفكيرها هذا، لو كنت مكانها لكنت جننت حقا وهي الآن تظنني يا ياسين افرق بينها و بين من أحبه قلبها أكاد أموت و أنا أرى ابنتي تتعذب هكذا آه كم غريبة الدنيا من كل هذا العالم و من كل هؤلاء الشباب لم تلتقي ابنتي المسكينة و لم تعشق غير يوسف عبد السلام سنوات و قلبها مغلق و لم تغرم غير بيوسف الذي والده رجل أعمال فاسد حاربه زوجي كثيرا و لسنوات و كان يبحث كثيرا و يجتهد و يعمل طوال الليل من أجل معاقبة هذا الشخص في جرائم المخذرات و غسيل الأموال و الفساد و الكثير من الجرائم الأخرى و يوم أن كان ذاهب للمحكمة ليحكم في هاته القضية بعد أن استجمع كل الأدلة و الوثائق يموت في حادث سيارة و تسرق الملفات كل هذا و يقولون أنه حادث عادي و هو لم يكون غير مقصود كنت أتلقى كل ليلة مكالمات تهديد بعد موت زوجي و فرات بنفسه أخبرني أنه هدد حياته عديد المرات و الآن هو يعيش سعيد و فرات مدفون بدون ذنب فقط ذنبه هو ضميره المهني و ابنتي عشقت إبن قاتل أبوها
صدمت لم أتمالك نفسي كنت ارتجف و سقط الكأس من يدي و انجرحت لكن هاته الجروح التي تنزف من يدي لم أشعر بها لأن من كان ينزف قلبي الذي أصابته كل الأسهم صرخت صرختي قد تجاوزت كل صرخات الألم القدر لم يتركني يوما القدر يلعب بي مثلما شاء
أنا اتعذب عذاب لا يمكن حتى أن اصفه و كأني قد جلدت ألف مرة و كأنني في كابوس يوقظني كل ثانية و كأنني في غابة بمفردي في عتمة الليل و محيطة بالذئاب
لا لا يمكن أن يكون هذا قدري
او هاته رسالة الحياة لي
أكتبه ليس بدموعي فحسب بل بدمائي التي تنزف
الناس يكتبون بريشة القلم لكن أنا أكتب بريشة الدم و الدموع
من اليوم سأعلن حدادي و ألبس الأسود على السعادة التي لم تعرفني لم أيتها السعادة دائما تتركين بابي لما تطرقين كل الأبواب معاد بابي
لم أيها الحزن احببتني و عشقتني عشقك هذا لي يدمرني
أنا أكبر قبل سني لا مستحيل أن تكون هكذا قصتي و هذا مصيري
بطلي من هو أليس الألم
يا يوسف اليوم بيني و بينك سنوات قمرية
بيني و بينك قرون و مسافات
بيني و بينك جدار فاصل
بيني و بينك العديد من المحطات
بيني و بينك المآسي و الشجون
بيني و بينك كل شئ مستحيل
ليته يا يوسف كان ممكن لكنه مستحيل
الليلة أصبحت قصتي عنوانها الألم
آه آه آه أيتها الدنيا لم قدري هكذا
هذا أصعب اختبار مر في حياتي
هل تخيرينين بين أصعب الأمرين
من سأختار فيهم
و هل بإمكاني أن أختار
لم حكمت عليا بالموت البطئ
ماهي جنايتي لاستحق هذا العقاب القاسي
انا أيتها الدنيا لم ارتكب اي ذنب و الان أدخل في سجن حكم عليا فيه بالإعدام
و سأتقدم الى منصة الإعدام لشنقي
آه كيف يمكنني تحمل هذا
كنت في دوامة اندب في حظي كنت على الأرض و صرخاتي تصل لحدود السماء صرخاتي التي تعبر عما في داخلي
-يا أمي يا ياسين أرجوكم أخبروني أنني في حلم أنني في كابوس وليس حقيقة ؟
انا كنت أحلم أليس كذلك لا يمكن أن يكون هذا العالم بهذه البشاعة ؟
يوسف من أحبه قلبي لحد الجنون أنا مجنونة به يكون من ؟إبن قاتل والدي الذي سرق مني كل حياتي و سعادتي الذي سجنني سنوات في سجن الحزن و الذي جعلك يا أمي تكونين بعيدة عني لكي لا أعرف الحقيقة
الويل لي أي ذنب اقترفت أن أحب من أباه لطخ يداه بدماء والدي
كنت أصرخ أي حب هذا ممزوج بالدماء و الدموع
الليلة انطفأت شموعي و انطفأت معها حتى البكاء لم يخفف ألمي
الليلة سأودعك يا من أحببته و كيف ستكون حياتي من غيرك ليتك لم تنقذني ليتني لم أعيش لحظتها ليتني لم أعرفك
آه يا قدري جعلتني أحب جلادي هل يحب السجين جلاده ؟
حتى أنت يا قمر لست موجود و النجوم أيضا اختفت و انا وحيدة في ليلة عاصفة و زلزال زلزل قلبي و رياح لعبت بي مثل شاءت
انا الان أشبه السفينة التي اغرقتها العاصفة
رجعت بلا عنوان انا تائهة هل من دليل لعنواني ؟
انا في جسر مكسور يكاد يقع بي و لا أكمل الطريق
انا من فوق قمة الجبل أكاد أفقد توزاني و أسقط
انا على أرض لا يعترف بها الربيع انا على ارض كلها دماء
انا الان اذرف دماء و ليس دموع
انا شجرة أسقطت كل أوراقها في الخريف و لم يأتي الربيع لتزهر من جديد
انا ليلة شتاء باردة لم تعرف الدفء و لم تجد حتى حطب لتوقده
انا الغيوم و السحب
انا بين المحطات أسير و لست أدري الي أين و أين اقف
انا البحر الهائج و موجاته التي لا تهدأ
انا قلبي ستجده منقسم الى عدة جزئيات كل جزء فيه ينزف
انا الرماد،انا نهاية كل بداية
انا بركان انفجر،انا أسيرة نار لا تنطفئ
انا في معترك الحياة بين النيران و الأشواك
انا لهيب النار المحترقة
قصتي ماذا بين الأساطير هل هي بداية او نهاية او حلال أو حرام او ذنب او براءة
ليتني أحفر قبر جانب والدي لارتاح من هذه الروح التي تعذبني
ليتني اصعد لسماء و لا أكون على الأرض
ليتني اهرب الي النهاية احسن ان ابقي في ما لا نهاية له
ليت الحب كان عود كبريت لاطفئه
ليته كان نار لاطفئها بالماء
ليته كان مكتوب بقلم رصاص لامحيه بالممحاة
ليته كان وظيفة لاستقيل منها
او واجب للتهرب منه
ليته كان غبار كي ازيله
او عطر كي اغيره
او عنوان لاتركه
ليته كان رقم لاضيعه
ليته كان كتاب مغلق لا يفتح ولا أقرأ ما بين سطروه
او متاهة لا اكتشف ما فيها
او كابوس لا استيقظ منه لكنه حقيقة
ليته كان مجهول لاهرب منه
ليتها تكون مجرد غشاوة أعين او ضباب حل بي
ليته كان شخص لاتجاهله او مجرد شبح يطاردني
هذا حب يسكن أعماقي و روحي و خيالي
ليتني أفقد الذاكرة كي لا أفكر أو أنسحب من هذا الوجود بإرادتي
تمنيت هاته اللحظة أن أكون عمياء أو أنني كنت عمياء كي لا أراه
تمنيت فعلا أن اكون بكماء و خرساء
أنا لا اجد داء لدوائي و لا ونيس لوجعي
انا مرآة انكسرت فلم أعد ابصر لوجهي
انا نور انطفئ في الظلام الشديد
غبت عن الوجود بقيت عدة أيام و أنا على هاته الحالة انهرت بالكامل كنت أنظر للأعلى و أنا شاردة استدعت امي كل الأطباء و كنت أعاني من اكتئاب حاد جعلني أفقد كل لذة الحياة هو مرض صرت اصارعه في حياتي إلى جانب أوجاعي التي لا تهدأ
أنا أشعر أنني غريبة عن نفسي
لم أعد أرى في الحياة غير مجرد طيف يخطف مني كل ماهو جميل
و حلم سرقه كابوس
و وردة ذبلت
و صحراء قاحلة
انا عصفور انكسرت جناحيه و بقى بجناحيه المكسورة ملقيا على الارض
انا موعد مع القدر لقد التقيت الآن بقدري الذي صدمني
أنا حسابات الزمن و انا هي من أدفع الثمن لكنه غالي
أريد أن أهرب الي بعيد جدا و أن يهرب عقلي بعيدا عني ،أريد ان أرحل دون استئذان
انا جمرة حب انطفئت
انا عاجزة انا بحر من الهموم و الدموع المنجرفة قد جفت دموعي مني
و احترق محتوى كتابي و احترقت معه سطوري و احترقت معه بالكامل
انا قبر بدون جثة
انا روح مبعثرة هنا و هناك
اخرسوا جميعكم فصوتي غير مسموع اخرسوا لاجعله أعلى لعلكم تسمعون انيني
انا تعثرت بين كل السواحل و الطرق ضائعة بين كل الدرب درب الهوى و درب الثأر
قد سلط علي القدر السيف الحاد حول عنقي
انا النبض الذي توقف
و عجلة الزمن الذي تعطلت لتقف هنا لاواجه انا مصيري
انا الشلال الذي انهمر بالدموع
لم أعد انسانة على قيد الحياة بل انسانة حكم عليها بالفناء
لم اعد حقيقة بل سراب
أنا قلم جف من الحبر
هل عشقي ذنب ؟
و هل عقاب الذنب يكون هكذا ؟
هل هو بلوة او ابتلاء
و أي ابتلاء أصابني
اغثني يا الله
انا تائهة بين السطور
و بقايا رماد النيران
قلبي يصرخ بين ضلوعه
لا اليوم يمضي و لا الغد يأتي
أسيرة وحدتي التي تصفعني كل يوم
كل ليلة بلا نهاية
لقد حرمت على نفسي الحب بعد الآن
روحي قد تلاشت و فقدت كل معناها
أنا أموت بالبطئ
أسقط كل يوم من جديد
فات أوان كل شئ حتى الذكريات
استيقظت من أحلامي السرمدية لاواجه واقعي المخيف
تأخر الوقت جدا على وداعنا
كيف ستمضي الأيام و هل ستمضي مجددا ؟
كان مينائي الذي التجئ إليه فيحتويني
نزيفي لا يتوقف يوما
هل له علاج ؟
لماذا حبنا قد هدمه الزمن و اجتازه
أبكي و احترق و لا انتظر حتى الانتظار اصبح محرم لكنني لا استطيع النسيان حتى النسيان لم يطرق بابي لحظة حاجتي له
لا يمكنني حتى ان أنسى أول حروفه
اختنق و اتعثر بين الطرق
أنا اكافح في كل العالم وحدي
انا لا اعرف من اكون أنا بلا هوية
ليتنا نستمع لنفس الاغاني مجددا
هل سأطير من جديد بعد أن انكسرت جناحيا
لا يمكنني الاقتراب مجددا لمدينة يوسف
انا في الهاوية
كل حياتي اصبحت هباء و سراب
كنت اجلد نفسي و اعتبرت نفسي مذنبة هو القدر أين المفر منه صدمني في ليلة لا يوجد فيها ضوء قمر
كنت أظن أنني سأكمل حياتي كلها إلى جانب يوسف لقد خاب أملي و خذلتني أحلامي و انهزمت أمام سلطة القدر
مر الكثير من الوقت و أنا على هاته الحالة إلي أن جاء اليوم الذي قررت فيه الخروج من المنزل كنت استجمع قوتي للوقوف من جديد أنا ابنة أبي الشجاع و القوي الذي لم ينحني و لم يسمع إلا صوت الحق و ضميره
كنت أقول في نفسي لن أضيع حقك يا أبي انا هنا لاخذ ثأرك ما دمت أتنفس و على قيد الحياة
غادرت المنزل فوجدت يوسف أمام الباب الخارجي خفق قلبي عندما رأيته لكنني هربت من مواجهته لكنه لحق بي و كان ينادي كنت أقول في قلبي أرجوك لا تنادي أرجوك لا تفتح جروحي لكنه لم يتركني
-مارم أين أنتي اتصلت بك مرارا و اتصلت بأمك أخبرتني أنكم ستسافران من أجل عملك لكنك لم تتصلي أبدا كنت كل يوم أقف على بابك لعلي أراك و كلما أطرق الباب تخبرني الخادمة أنكما خارج البلاد و لم تعودا بعد لكن هل انا لا شئ في حياتك ألم تشتاقي لي مثلما اشتقت إليك
كنت سأموت لحظة غيابك حتى لعملي لم أذهب كل الأفكار السوداء كنت أفكر فيها خفت عليك
مارم هل حبي هين لديك لهاته الدرجة ؟ أم كنت مجرد نزوة أو مجرد طبيب أنقذ حياتك و اعتقدتي أنك تحبينه ؟ّمارم لا تقولين لي أنك تحبين شخص آخر ،الموت أفضل من أن تكون هاته الحقيقة ، انظري لوجهي لما تنظرين للأرض لم أنت لا تقولين شئ هل فعلا ما ظننته صحيح أنت مغرمة بشخص آخر و لا تقدرين على مواجهتي
نظرت إليه و كان يذرف دموعا على فراقي لم أستطع تمالك نفسي على البكاء
-يوسف آه يا يوسف أنا و أنت بيننا كل شئ مستحيل أنا السماء و أنت الأرض
بيننا يا يوسف سنوات قمرية قد حكم القدر و أي حكم هذا يوسف
أنت بلوتي يا يوسف كنت أقولها و هو يبكي و أنا أبكي دموعنا لم تتوقف أبدا لكن هو لا يعرف و انا أعرف السبب
– هل أحببتي رجلا آخر
– لم ترى عيناي سواك ،كنت أنظر لك بعمق
أنت الأغلال التي تقيديني الآن
اشتياقي لك مثل الجبال
أنت من أراه كل ليلة في أحلامي
كنت ضائعة في غابات لم أبحث الا عنك لتنقذني لكنك لن تنقذني لأنك بلوتي و جلادي
أنا الآن لا أدري أين؟ لا مكاني الارض و لا السماء
-مارم ماذا بك ماذا حدث يا حبيبتي فيم أخطئت و ماذا حدث لقد اقسمنا على أن نبقي على العهد و الوعد
-ماذا لم يحدث من اليوم أنت محرم أنت جلادي يا يوسف
كان مستغرب كان مندهشا سألني و سألني لست أدري كيف أبدا كلامي لكنه حبيبي كيف لا أخبره و أنا بحاجة إليه كثيرا بحاجة لأقول له و يسمعني لكن كيف سأخبر جلادي ؟ و كيف يكون جلادي و هو انقذني ليته لم ينقذني لما واجهت هذا القدر الصعب كان ينظر إلي و انا أسأل نفسي
-يوسف فلنذهب للمقبرة
-للمقبرة!!
-نعم يا يوسف للمقبرة
كان مندهش و مستغرب و ما إن وصلنا كان يتبع خطواتي إلي أن وصلنا لقبر أبي
-هنا يا يوسف فرات الاندلسي القاضي الذي قتلوه فقط بسبب ضميره قتلوه لأنه أراد أن يكشف الفساد قتلوه ليجعلونني بلا عنوان يا يوسف لحظتها عندما انقذتني كان يناديني يا يوسف كان يمسك بيدي لما منعته لكان أفضل لي و لك من هنا و من قبره و حزني عليه انا محرمة عليك و انت محرم عليا لا يمكنني أن أتزوج إبن من قتل أبي يا يوسف
أعلم أنك لا تعلم شئ يا يوسف و أنك برئ و ليس لك ذنب يا يوسف لكن هذا قدرنا آه يا يوسف انهرت و أنا أبكي و هو كان يبكي و أثار الصدمة على وجهه
أعلم أن قلوبنا تبكي و تذرف دم ليس دموع
لقد جعلنا القدر نخون الوعد الذي قطعناه
كيف سنتجاوز هذا ؟كيف سننظر بألوان مختلفة أنا لا ارى غير لون الدم دم أبي يا يوسف و اللون الأسود الذي لبسته و لازالت ألبسه
كنت ألتجئ إليك إلي من سألتجأ الآن
لا ذنب لي إذا جف قلبي و لم أجد ما أكتبه بعد الآن
انا اعاني من ويلات الحروب و دمارها
انا أعيش من دون حتى أن أتنفس
قلنا أنه لن يفرقنا غير الممات ففرقنا القدر و نحن أحياء
هل مازال الربيع ينتظرنا بعد الآن ؟
هل سنسى هاته الجروح ؟
نحن نرحل بدون استئذان
هنا أبي و هنا أنت فمن سأختار
و لو اخترتك أليست هاته خيانة لأبي
الشمس لن تشرق من جديد لنا
هل من السهل المغادرة ؟
فراقنا قبل أوانه
أصبحنا غرباء
هنا في هاته الأرض وجانب هذا القبر سأدفن قلبي
دموعك تسقط من عيناي
أصبحنا كالجزيرة الغامضة
هنا انحنيت عاجزة على الاستمرار
جرحي ينزف لكن لست أنت مضمده
أنا غريبة عنك و أنت غريب عني عالمنا بعيد جدا في جزيرة
هل قلبك حزين مثل قلبي
أوجاعي ستبقي تطاردني إلى ما لا نهاية
هل حبنا يستحق هاته المحاكمة ؟
الندم لن يتركني سيلاحقني هذا الشعور بالندم و الذنب
أنا اذبل كل يوم مثل الوردة
مثل الغزال المجروح هكذا أنا
الآن كل العوائق أمامنا
كل العقبات و المعارك تقف ضدنا
و تلاشت الذكريات في هاته اللحظة و استسلمت للمياه الباردة
ليس لي ملجئ بعد الآن
و لا باب ادقه قد طرق باب الحزن بابي
بقيت وحيدة في هذا العالم
أنت اصبحت دوامتي و ليس عالمي الخيالي
أي قانون عدالة هذا ؟
الظالم الفاسد يتمادى في ظلمه و يعيش حياته
و صاحب الضمير الشجاع مدفون بسبب الطاغي أباك
أنا اذوق الموت مرار
لم يبقى غير السراب
لن أنسى الي يوم المحشر
الزمن ضاع فيك،في مدينتك التي أبعدها بجزيرة سكنتها بأوجاعي
هذا العشق قد تمرد بحث عنك في الشوارع
صفعة الحياة تؤلمني كيف أستيقظ من سباتي
حسرة الفراق تؤلمني
قمرنا قد غاب و رحل منذ غيابه تخبأت داخل الوحدة لم اغادرها يوما
أتيت بمفردك لقلبي لتكون الحياة أكبر عدو لنا
نظراتك المليئة بالحب تعذبني لكن لم يعود بإمكاني النظر إليها
قد أغلقت الطرق و افترقنا و أصبحت ضائعة في هذا العالم الشاسع
سواد الليل يلتف حولي ليخنقني
الحزن يقتلني و جرح الهجر يقهرني
تحطم قلبي وسط تساقط الأمطار و العاصفة المجنونة
سأحاسب نفسي كثيرا عن ذنبي إذا كان هذا الحب ذنب
كان يوسف يبكي و انحنى الي جانبي على الأرض و مسح دموعي و قال لي و كان ينظر إليا بنظراته البريئة
-عذبيني بما تريدين إلا الهجر فإنني لن اتحمله هل يعيش الإنسان بدون قلبه و عقله أنتي الاثنان قلبي و عقلي و ملهمتي أنت اميرتي و ملكة مملكتي كيف سيكون حال المملكة بغياب ملكتها إنها ستثور و تكون كالبركان، قلبي بغرامك شجي لم تقتلني بلا إثم و لا ذنب
كيف أكون بدون من علمني أن أكون
فؤادي مظلم إذا لم تكوني أنت عنوانه لكي تضئيه بنورك
من ستكون عنوان ابتسامتي من بعدك من ؟
لو هاجر قلبي من ضلوعي ماذا تبقى لي على كفني
يا طائر الحب هل تراني ليلة العتمة
أين عهدك يا مارم و أين سبيلنا ؟
أنا حفرتك في قلبي يا قصة الحب الأزلية
السرمدية

فريهان طايع – كاتبة تونسية