طالبت المعارضة السودانية بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، معلنة استعدادها للتفاوض مع الجيش وقادة القوات المسلحة التي أعلنت استيلاءها على السلطة، وذلك لتأمين انتقال سلس للحكم.
وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان صدر عنه: “نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم”.
ويأتي ذلك في وقت يعتصم فيه آلاف المتظاهرين أمام مقر الجيش في الخرطوم لليوم السادس على التوالي.
وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف، إن قوى المعارضة لا تمانع الجلوس مع قادة القوات المسلحة التي أعلنت الاستيلاء على السلطة في السودان.
وأكد يوسف لـصحيفة “سودان تريبون” أن القوى السياسية لن تتأخر في التفاوض مع قيادة الجيش حول تسليم السلطة لإدارة مدنية باعتبار أن الجميع يرفض الانقلابات العسكرية.
وشدد على أنهم رفضوا طوال الفترة الماضية التفاوض مع الرئيس عمر البشير، لكن حال تسلم الجيش للسلطة “سنجلس معهم لبحث كيفية تسليم السلطة للشعب، وإذا رفضوا سنواصل الاعتصام لكن أتوقع أنهم لا يريدون مواصلة الحكم وأعتقد من السهولة الوصول إلى توافق مع الجيش”.
وأشار إلى أن كل الإرهاصات كانت تشير إلى قرب تحقق حلم الوصول إلى هذه النهايات.
ولفت إلى أن القوى المعارضة استفادت الآن من كل تجاربها خلال السنوات الطويلة التي أعقبت خروج الاستعمار بأن وضعت برنامجا انتقاليا يحكم الفترة التي تعقب سقوط النظام وهو ما لم يكن متاحا عند الإطاحة بحكمي عبّود في 1964 وجعفر نميري في 1985.
وتابع “الآن تواثقنا على هدف ما بعد إسقاط النظام وهو بناء ديموقراطية وعدالة اجتماعية وتنمية واسعة. أشعر بسعادة لأن ما كنت أتمناه منذ رحيل الاستعمار يحدث الآن، ولاحت في الأفق البشائر بأنه سيتحقق”.
وأثنى يوسف على إصرار وصمود آلاف الشباب في الشارع وإسهامهم الفاعل في تحقق هذا الإنجاز.
وقال إن الحكومة المخلوعة لم يكن أمامها أي خيار سوى الرحيل بعد تكاثف الضغوط عليها ومقاومة السودانيين لها محليا وعزلتها من المحيط الخارجي.
المصدر: سودان تريبون