إسطنبول تصفع أردوغان ,,, بقلم : رئيس التحرير

إسطنبول تصفع أردوغان ,,, بقلم : غسان رمضان يوسف
من أجمل العناوين التي قرأتها وأكثرها دلالة وعمقا كان عنوانا تداولته غالبية الصحف الورقية والالكترونية ، غربية وعربية .
العنوان كان ( إسطنبول تصفع أردوغان ) الصفعة أتت بعد يوم طويل من الانتخابات المحلية التركية ليأتي هذا العنوان أكثر إيلاماً لـحزب «العدالة والتنمية» وقائده رجب طيب أردوغان من الخسارة نفسها رغم الفوز في مجمل الجولة.
صحيح أن حزب العدالة والتنمية الحاكم حافظ على قاعدته الشعبية وتَصَدّر الأرقام، لكن سقوط اسطنبول بيد حزب الشعب الجمهوري ( الاتاتوركي ) شبه المحتّم، مع وجود بعض الجدل القانوني أحدث صدمة معنوية لأردوغان وأنصاره، وهو الذي تبنّى في الحملات الانتخابية مقولة إن ( اسطنبول صورة مصغّرة لتركيا وإن الذي يفوز فيها يفوز في كامل البلاد ) !
ولإسطنبول ألف حكاية وحكاية مع رجب طيب أردوغان فهو الذي ولد في أحد أحيائها المتواضعة ومن ثم انتخب رئيسا لبلديتها عام 1994 واكتسب شعبية كبيرة بفضل هذا المنصب المهم الذي قاده في النهاية إلى منصب رئيس الحكومة ومن ثم منصب رئيس الدولة .
والسؤال – وربما هو السؤال نفسه الذي يدور في ذهن أردوغان – هل تكون خسارة إسطنبول في الانتخابات البلدية بداية النهاية لمرحلة أردوغان نفسه وحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه وبالتالي سطوع نجم ( العمدة الجديد ) إكرام إمام أوغلو الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري وبالتالي عودة إسطنبول إلى صبغتها العلمانية الأتاتوركية قبل العام 2023 الذي كان أردوغان يعد جمهوره بأنه سيكون عام سقوط العلمانية الأتاتوركية ؟! لا بل عاد ليذكر الشعب التركي بأبيات شعر دخل من أجلها السجن قبل 20 عاماً عندما كان رئيساً لبلدية إسطنبول نفسها أمام الآلاف من المواطنين الأتراك والأكراد، واتهم في حينها بالتفريق بين الأديان ومعاداة العلمانية.
وتتضمن الأبيات الشعرية التي ألقاها أردوغان ما يلي:
“مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمؤمنون جنودنا.. هذا هو الجيش المقدس.. الذي يحرس ديننا” ! فهل تختلف هذه الأبيات عن أناشيد أي تنظيم مسلح يدعمه أردوغان في سورية وغيرها بمن فيهم داعش والنصرة ؟!

غسان رمضان يوسف