ما هو معدن الليثيوم الذي كان السبب في الإطاحة بحكم موراليس؟

“أثر الليثيوم”، عنوان مقال خبير بالمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في “إزفستيا” حول أسباب الانقلاب الذي دبرته الولايات المتحدة على رئيس بوليفيا وحكومة البلاد الشرعية.

وجاء في مقال إيغور بشينيتشنيكوف: إضافة إلى الرئيس البوليفي إيفو موراليس، استقالت القيادة العليا بأكملها في البلاد. فلقد تم إرغامهم على ذلك. وإحدى أكثر الروايات منطقية هي أن ما حصل انقلاب أعدته الولايات المتحدة ونفذته تحت شعارات النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. في أساس ذلك رغبة في الوصول إلى أغنى الرواسب المعدنية في بوليفيا، ولا سيما الليثيوم، وهو أمر لم يكن ممكناً في عهد الرئيس موراليس.

فبعد فوزه المقنْع في انتخابات ديسمبر 2005، قام موراليس على الفور بمبادرة تعديل الدستور. تم إصلاح القانون الأساسي في العام 2009. وكان الشيء الرئيس الجديد فيه هو إعلان جميع ثروات بوليفيا الباطنية ملكية وطنية.

وبنتيجة ذلك، فقدت الشركات الأجنبية إمكانية الوصول المباشر إلى الموارد المعدنية في بوليفيا. والثروة الرئيسية لهذا البلد هي معدن الليثيوم القلوي الخفيف. فوفقا لتقديرات مختلفة، تمتلك بوليفيا ما بين 50 إلى 70% من احتياطيات هذا المعدن العالمية. وهذه الاحتياطات تتركز بشكل فريد في مكان واحد، في سبخة الملح في أويوني. يستخدم الليثيوم في تصنيع بطاريات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأدوات الإلكترونية، وكذلك السيارات الكهربائية. وبالنظر إلى النمو السريع لصناعة تكنولوجيا المعلومات وإنتاج أنواع مختلفة من الإلكترونيات، فإن الطلب على هذا المعدن يتزايد باستمرار. ووفقا لمصادر مختلفة، تضاعف الطلب، خلال السنوات الـ 10 الماضية، ثلاث مرات.

والآن، بات الطريق مفتوحا أمام الشركات الغربية. فيمكن أن نفترض بدرجة كبيرة من الثقة أن تخلف حكومة موراليس اليسارية منافستها الرئيسية في السباق الانتخابي، بقيادة المرشح المؤيد للغرب كارلوس ميسا. وليس هناك شك في أنه سيغير تشريعات البلاد بطريقة تجعل الأجانب، كما كان الحال في العهود السابقة، يسيطرون على التعدين في بوليفيا ويأخذون حصة الأسد من الأرباح.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة