ما حاجة اليونان إلى اتفاق عسكري جديد مع الولايات المتحدة؟

ما حاجة اليونان إلى اتفاق عسكري جديد مع الولايات المتحدة؟

كتب إيليا بولونسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول التقرّب الأمريكي من اليونان كبديل عن تركيا. فهل تفرّط أثينا بعلاقاتها مع موسكو كرمى لعيون واشنطن؟

وجاء في المقال: وقّعت الولايات المتحدة اتفاقية تعاون عسكري مع اليونان. فيما كانت تركيا، لزمن طويل، أهم شريك عسكري أمريكي في شرق البحر المتوسط.

لكن تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، والذي تجلى بوضوح بعد شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات إس-400، أجبر الأمريكيين على البحث عن حلفاء رئيسيين جدد في المنطقة. معظم دول شبه جزيرة البلقان ضعيفة وغير مناسبة لهذا الدور. الاستثناء، هو اليونان، التي تمتلك ثاني أقوى جيش بعد تركيا في شرق البحر المتوسط.

وكمثل تركيا، اليونان عضو في حلف الناتو. والآن، تراهن القيادة الأمريكية عليها، انطلاقا من علاقات هذا البلد الإشكالية مع تركيا المجاورة. وتنظر واشنطن في تسليح أثينا كثقل موازن لأنقرة ولتحجيم الأخيرة.

واحدة من النقاط الرئيسية في تطوير التعاون العسكري مع اليونان، وجود القوات الأمريكية على أراضيها. ترحب الحكومة اليونانية بتوسيع هذا الوجود، لأن ذلك يعني أن تركيا لن تقدم أبدا على أي أعمال عدوانية ضد اليونان، طالما ستكون هناك قوات وقواعد أمريكية.

وخلاف تركيا، التي تسبب شراؤها إس-400 بهستيريا حقيقية في واشنطن، تستقدم اليونان أسلحة روسية بهدوء، على مدى زمن طويل.

تدرك القيادة الأمريكية، جيدا، أن اليونان ليست تركيا، وأن من السهل تنفيرها وجعلها تقترب من روسيا أكثر، لذلك تفضّل واشنطن عدم التدخل بشكل كبير في تعاون أثينا التقني العسكري مع موسكو. واليونانيون أنفسهم يستفيدون من المناورة بين موسكو وواشنطن، فيكسبون ميزات من هذه وتلك.

لذلك، من المحتمل أن يكون توسيع التعاون العسكري مع الولايات المتحدة محدودا. فأياً تكن روابط أثينا مع واشنطن في إطار حلف شمال الأطلسي وبصرف النظر عن مشاريع حلف شمال الأطلسي، فإن الحكومة اليونانية ليست مستعدة للتفريط بالتعاون العسكري التقني المربح مع روسيا. ولن يسمح اللوبي الموالي لروسيا، الذي يعمل بنشاط في اليونان، بذلك.

إيليا بولونسكي – “فوينيه أوبزرينيه”،

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة