هل “سرقت” أسمهان أغنية “يا حبيبي تعال الحقني”؟

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا تسجيلات لأغنية “يا حبيبي تعال الحقني شوف اللي جرالي” للمغنية السورية أسمهان، واتهم المستخدمون صاحب الأغنية بـ”السرقة الموسيقية”.

 تتابعت التعليقات المندهشة بسرقة هذه الأغنية التي صدرت عام 1940 لملحنها المصري، مدحت عاصم، الذي اقتبسها فيما يبدو من أغنية كوبية تحمل عنوان “اليتيم الصغير” El Huerfanito ضمن ألبوم لرباعي أنطونيو ماتشين، صدر في نيويورك بين عامي 1930-1931.

وجاء تفسير المصادفة من الكاتب العماني، سليمان المعمري، الذي ذكر في صفحته على موقع “فيسبوك”، أن الأغنية في الأصل لم تكن لأسمهان، وإنما كانت للممثلة المصرية من أصل لبناني، ماري كويني، التي كانت خالتها هي المنتجة السينمائية الشهيرة، آسيا داغر، والتي غنتها في فيلم “زوجة بالنيابة” (1936) من قصة وسيناريو وحوار وإخراج وبطولة أحمد جلال، الذي تزوجته عام 1940. والتقت ماري كويني وأحمد جلال وآسيا داغر عام 1931، وانخرطوا فيما يمكن وصفه بفريق عمل متكامل للإنتاج والإخراج والتمثيل وكتابة القصص والسيناريو والحوار، حتى أن ماري كويني كانت تقوم نفسها بالمونتاج.

يا حبيبي تعال الحقني شوف اللي جرى لي

من بعدك

سهرانة من وجدي بناجي خيالك

مين قدك

وأنا كاتمة غرامي، وغرامي هالكني

ولا عندي لا أب ولا أم ولا عم أشكي له

نار حبك

روحي وقلبي وجسمي وعقلي وجمالي

في يدك

محتارة أعمل لك إيه في دلالك

وف صدك

ليه أخبي غرامي، وغرامي هالكني

لا أشكي وأبكي وأحكي بلكي يا غزالي

يلين قلبك

بل ودخل ضمن مهام أحمد جلال كتابة كلمات الأغنية، التي تبدو بمقاييس ذلك الزمان (الذي كتب فيه أحمد رامي، بيرم التونسي، مأمون الشناوي، أبو السعود الإبياري، حسين السيد) غير لائقة على أقل تقدير. ولهذا السبب كانت استعانة الفريق بملحن شاب مغمور آنذاك، مدحت عاصم (لم يتجاوز عمره 27 عاما وقتها) منطقيا، حتى لا يدفع المنتج أجورا إضافية.

وتابع المعمري أن “صوتا ساحرا كصوت أسمهان كان قادرا على أن يخفي كل ما في أي أغنية من عيوب، كما تنظف إسفنجة مبللة بقايا الطعام من صحن زجاجي” وهو ما جعل هذا “النظم ينطلي علينا، وصرنا نقاسمه حصة من الولع”.

ترى هل يتغير انطباعنا الآن عن أسمهان، أو عن مدحت عاصم؟ أو قل هل يتغير انطباعنا عن الأغنية التي حفرت في وعينا الكثير من الذكريات والمشاعر التي انتقلت من أجيال سابقة إلى أجيال لاحقة؟ بل والسؤال الأهم: من كان السبب في صهر كل تلك الثقافات والتيارات الموسيقية وحتى الكلمات “المتواضعة فنيا” في بوتقة فنية تحركت عبر المكان والزمان إلينا اليوم على “فيسبوك”.. هل هو أنطونيو ماتشين، أم أحمد جلال، أم مدحت عاصم، أم أسمهان؟

فلنستمع إلى الأغنية من جديد ولنسبح في عالم الفن الجميل، الذي عبّر ويعبّر، على الرغم من كل شيء، عن جزء من هويتنا الثقافية.

وأسمهان هي “آمال الأطرش”، مغنية وممثلة سورية، وشقيقة الموسيقار والمطرب، فريد الأطرش. وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها. والدها فهد الأطرش، درزي من جبل الدروز في سوريا، وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر، ولديها شقيقان هما فؤاد وفريد، وقادها الأخير إلى عالم الفن، لتصبح من ألمع نجوم مصر والعالم العربي في الغناء.

المصدر: فيسبوك+RT