هل ينبغي اتهام الأكراد بعدم المبدئية؟

تحت العنوان أعلاه، كتب إيليا بولونسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول اضطرار الأكراد السوريين إلى التعاون مع الأمريكيين، وخطر مطامع أردوغان على روسيا نفسها.

وجاء في المقال: العملية العسكرية التركية في سوريا، تجري على قدم وساق. يهاجم جنود أردوغان مواقع التشكيلات الكردية، ويلاحَظ في وسائل الإعلام الروسية خط واضح: الأكراد أنفسهم هم المسؤولون عن مشاكلهم، لأنهم في وقت من الأوقات بدأوا يهتدون بالولايات المتحدة وليس بروسيا.

وجد الأكراد السوريون، في وقت من الأوقات، أنفسهم في وضع خطير للغاية. فمن ناحية، هددهم تنظيم الدولة؛ ومن ناحية أخرى، كان هناك تهديد واضح بالهجوم التركي الذي يجري الآن، ولكن كان يمكن أن يتم قبل ذلك بكثير. ولم يكن أمام الأكراد خيار سوى البحث عن راع قوي. بالصدفة، كان هذا الراعي هو الولايات المتحدة، التي كان من مصلحتها في ذلك الحين دعم الأكراد.

فلماذا، إذن، لم يكن يحق للأكراد التعاون مع الأمريكيين؟ خلاف تركيا أو سوريا، لم تطالب الولايات المتحدة بالسيطرة على الأراضي الكردية ولم تضطهد الشعب الكردي. بل كان يمكنهم الحصول على أسلحة نوعية وتمويل ومساعدة المدربين العسكريين من الأمريكيين. واستفاد الأكراد استفادة كاملة من ذلك، وبفضله تمكنوا من تحويل ميليشياتهم إلى قوة ذات جاهزية قتالية.

بالمناسبة، نأت روسيا بنفسها، قاصدة، عن مساعدة الأكراد. والآن، تنأى موسكو عن عمد عن عملية الجيش التركي في شمال سوريا. ولكن، قريباً، سيكون مثل هذا الموقف غير مناسب عمليا، فقد لجأ الأكراد إلى دمشق الرسمية طلبا للمساعدة.

هل يعني ذلك أن الأسد غير مبدئي، لمجرد أن يقف مع “حلفاء أمريكا” الأكراد، رغم أن الأسد، في الواقع، مثله مثل كل قائد عادي، يهتم بوحدة أراضي بلاده؟

بالمعنى الاستراتيجي، لا يناسب روسيا على الإطلاق تعاظم قوة تركيا في الشرق الأوسط، خاصة وأن أردوغان، بعد حسمه مسألة الأكراد في سوريا، سيرغب حتماً في تحقيق طموحاته العثمانية الجديدة في مناطق أخرى، والتي ما زال القوميون الأتراك يعتبرونها مناطق نفوذهم.

إيليا بولونسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”