أردوغان يتحدى العالم ويشن عملية (تحرير الدواعش)!,,,بقلم:غسان يوسف

أردوغان يتحدى العالم ويشن عملية (تحرير الدواعش)! , ,,بقلم: غسان رمضان يوسف
أردوغان يتحدى العالم ويشن عملية (تحرير الدواعش)! , ,,بقلم: غسان رمضان يوسف

بدخول تركيا الأراضي السورية للمرة الثالثة وفيما أسمتها عملية (نبع السلام) بعد عمليتي ما سُمي (درع الفرات 24آب 2016 ) و( غصن الزيتون 20كانون الثاني ) عام 2018 تكون تركيا قد خطت الخطوة الثالثة في سبيل تحقيق الميثاق الملي الذي أقره مجلس المبعوثان العثماني (النواب) عام 1920 واعتبر فيه أن حدود تركيا تمتد من شمال اللاذقية في منطقة كبانة مرورا بادلب وحلب والرقة والحسكة ودير الزور وصولا إلى الموصل وكركوك

الهدف الثاني: هو منع قيام كيان كردي في تلك المنطقة الأمر الذي يشجع الأكراد في تركيا على الانفصال أسوة بسورية.

الهدف الثالث: وهو الأخطر والأهم أن أردوغان يريد أن يحرر مقاتلي الدواعش وأسرهم من السجون وهو يشعر بالمسؤولية والواجب تجاههم على اعتبار أنه هو من قام بجلبهم وإدخالهم إلى سورية.

ويبدو أن أردوغان قد حصل على موافقة ضمنية من الأطراف الدولية الفاعلة في سورية فالولايات المتحدة قامت بسحب قواتها من المنطقة على الرغم من تصريحات ترامب المتناقضة والتي هدد فيها بتدمير الاقتصاد التركي إذا تجاوز الحدود المتفق عليها.

أما روسيان وإيران شريكتا تركيا في مسار آستانا فاكتفيتا بالاستنكار الخجول والدعوة للعودة لاتفاقية أضنة.

الخطير في الأمر أن الاحتلال التركي الجديد أعاد الوضع في منطقة الجزيرة السورية إلى المربع الأول حيث سيقوم أردوغان بإطلاق إرهابيي داعش ومن ثم العمل على إسكانهم في المناطق التي سيقوم بتهجير أهلها كما فعل في عفرين.

أهم ما في هذه الحرب المجنونة التي يقودها أردوغان أنها عرّت من كانوا يسمون أنفسهم ( الجيش الوطني والجيش الحر ) ليتحولوا إلى مرتزقة يرفعون علم الاحتلال التركي ويؤتمرون بأوامر ضباطه ويقاتلوا أخوتهم من أبناء الوطن الواحد.

ولعل الرئيس العراقي برهم صالح أصاب كبد الحقيقة عندما حذر من أن هذه الحرب ستؤدي إلى “فاجعة إنسانية”. من خلال تعزيز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم والمقصود (داعش) !

ما يدعم تخوف الرئيس العراقي برهم صالح هو ما قاله الرئيس التركي أردوغان عندما وجه كلمة لقواته المسلحة قال فيها : “أقبل جباه كافة أفراد الجيش المحمدي الأبطال المشاركين في عملية نبع السلام”

انتبهوا إلى هذا الوصف “الجيش المحمدي ” كلمة حق يراد بها باطل ولكن هل تختلف هذه التسمية عن التسميات التي كانت تطلقها داعش على الفصائل الإرهابية ؟!

يبقى القول: إن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هما طرفان:

الطرف الأول: الكرد الانفصاليون الذين كانوا يعولون على الولايات المتحدة وذهبوا بعيداً باتجاه الانفصال وهاهم يدفعون الثمن لتخليهم عن دولتهم ووطنهم.

أما الطرف الثاني فهم الاوربيون الذين انقلبوا على الدولة السورية ودعموا الإرهاب فيها واشتروا النفط من داعش عبر سورية وها هم يرون أردوغان يهددهم بفتح باب الهجرة من جديد ليس فقط للمدنيين وإنما لإرهابيي داعش المحتجزين في تلك المنطقة والذين سيصبحون تحت سيطرته كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

غسان رمضان يوسف – رئيس تحرير موقع أصدقاء سوريا – خبير في الشؤون التركية