المشاركون في الملتقى العمالي الدولي: تنظيم حراك شعبي عربي ودولي لإنهاء الحصار الاقتصادي على الشعب السوري

أكد ممثل الأمين العام لمنظمة العمل العربية محمد شريف داود ضرورة كسر الحصار المفروض على الشعب السوري وإدانة سياسات التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية مشيراً إلى الإنجازات التي قدمها الشعب السوري وقواه العاملة وتنظيمه النقابي في سبيل احتضان أبناء أمتهم وتقديم الغالي والنفيس لرفعة شأن بلادهم والدفاع عن مصالحها.

ولفت داود في كلمة باسم المنظمة خلال افتتاح أعمال الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال وشعب سورية المنعقد بمجمع صحارى السياحي بريف دمشق إلى أن المنظمة كانت ومازالت تقف إلى جانب الشعب السوري في تقديم كل أشكال العون الفني والمهني والمعنوي لطبقته العاملة معرباً عن ثقته بتجاوز سورية الأزمة التي تمر بها.

بدورهم أكد المشاركون في الجلسة الأولى من الملتقى عدم شرعية الحصار الاقتصادي والاجراءات القسرية أحادية الجانب من منظور القانون الدولي والانعكاسات السلبية لسياسة الحصار والعقوبات المتناغمة مع الإرهاب على عمال وشعب سورية.

وبين المشاركون أن الرد على العقوبات يكون ببناء اقتصاد وطني وذاتي وتقديم حلول ابتكارية مشددين على ضرورة تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب السوري البطل الذي يلتف حول جيشه وقيادته في مواجهة الحصار الاقتصادي المفروض عليه الأمر الذي يتطلب تنظيم حراك شعبي عربي ودولي لإنهاء الحصار وتداعياته.

وأشار المشاركون إلى أن الانتصار النهائي على الإرهاب يمكن شعب سورية وعمالها من التفرغ لإعادة بناء بلدهم بالتعاون مع الدول الصديقة والحليفة داعين الوفود المشاركة في الملتقى إلى فضح السياسة العدوانية التي تمارسها الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة.

ولفت المشاركون إلى أن العالم بات يشهد حالياً توازن قوى جديداً على الساحة الدولية ولذلك يجب أن يكون التوازن الاقتصادي منظماً لأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الدول الغربية يستخدمون الاقتصاد كسلاح من أجل نهب الموارد الطبيعية ومقدرات الشعوب.

وتضمنت الجلسة الأولى عرض فيلم وثائقي عن الاستهداف الإرهابي الممنهج للعمال والبنى التحتية وعودة عملية الإنتاج في سورية وشهادة حية من أحد أرباب العمل الذين تعرضوا للاختطاف على يد التنظيمات الإرهابية ومعاناته حتى تمكنت وحدة من الجيش العربي السوري من تحريره وشهادة أخرى من ابنة أحد العمال الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم وشهادة لأحد العمال الجرحى الذي فقد ساقه جراء الاعتداءات الإرهابية.

وركزت مداخلات المشاركين في جلستي الحوار الثانية والثالثة من الملتقى على أهمية فضح ممارسات الإمبريالية العالمية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول ودعمها الإرهاب ورفضهم الحصار الاقتصادي المفروض على سورية.

وأكد المشاركون أن الاجتماع في سورية يدل على انتصارها على الإرهاب داعين إلى الاستمرار بدعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب والتضامن معه ومع الشعوب الحرة التي تتصدى للإمبريالية العالمية.

كما شدد المشاركون على أن سورية ستخرج من الأزمة أقوى مما كانت وستهزم الإمبريالية التي تهدف إلى غزو الدول لنهب ثرواتها.

ولفت المشاركون إلى أن الإمبريالية العالمية تجند حكومات بعض الدول لخدمتها رغم رفض شعوبها التعاون معها داعين المنظمات النقابية والأهلية إلى الاضطلاع بدور أساسي في تعرية الأفكار التآمرية على الشعوب وتبيان نفاق بعض الدول التي تدعي مكافحة الإرهاب.

وأشار المشاركون إلى ضرورة تنسيق المنظمات مع الإعلام ليكون دورها فعالاً ومفيداً ومثمراً لما للإعلام من دور مهم وأساسي في العالم والذي أصبح المحرك الأساسي للرأي العام وبالتالي للحكومات ولصانعي القرار.

وأوضح المشاركون أن المؤامرة على سورية مستمرة ولكن الدول المنخرطة فيها انتقلت إلى حرب أخرى وهي الاقتصاد والتضييق على السوريين من خلال حصار جائر عليهم وهو في نظر المتآمرين يؤلب الناس على حكومتهم مؤكدين أن الشعب السوري الذي انتصر على جحافل القتل والإرهاب والتكفير لن يهزم أمام الحرب الاقتصادية مهما اشتدت ولذلك على النقابات والاتحادات والمنظمات التحرك بشكل اكبر على الارض دفاعا عن الحق ودعما لسورية وشعبها.

وندد المشاركون بتدخل الولايات المتحدة والغرب في شؤون سورية الداخلية داعين إلى وقف هذا التدخل ورفع الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري لافتين إلى أن الرأي العام في أمريكا والغرب لا يعلم حقيقة الوضع في سورية ويتعرض للتضليل من قبل وسائل الإعلام التي تتحكم بها حكومات هذه الدول.

وأكد المشاركون أن انتصار سورية على الإرهاب خلق واقعاً جديداً في المنطقة وأن الشعب السوري سيبذل جهوداً مضاعفة في إعمار بلده وسيجعلها أفضل مما كانت وسيعلن قريبا الانتصار على الإرهاب داعين إلى نقل حقيقة ما يجري في سورية للرأي العام العالمي.

وأعرب المشاركون عن شكرهم للدول التي وقفت مع سورية في حربها على الإرهاب منوهين بالتضحيات التي قدمها الجيش العربي السوري في الدفاع عن أرضه وشعبه والانتصارات التي يحققها متوجهين بالتحية لأرواح الشهداء ومتمنين الشفاء العاجل للجرحى.

كما عبر المشاركون عن تضامنهم ودعمهم للشعب الفلسطيني المحب للسلام والذي يتعرض لأبشع الجرائم من قبل كيان الاحتلال الصهيوني.

ويتابع الملتقى أعماله غدا حيث يتضمن جلستين تضامنية مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب وإعادة البناء وإطلاق حملة نقابية عمالية عالمية تفضح وتعري السياسات الامبريالية وسياسات الهيمنة والتدخل في شؤون الشعوب.

سانا