مستقبل تركيا في يد روسيا

تحت العنوان أعلاه، كتب سعيد غفوروف، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول سبب قدوم أردوغان إلى موسكو.

وجاء في المقال: زيارة رجب أردوغان لفلاديمير بوتين، التي شكلت مفاجأة حتى لمنظمي صالون الطيران والفضاء الدولي، حيث عقد الاجتماع، لا بد من أن تكون لها أسبابها الوجيهة.

الموضوع الأهم، هو أن القوات المسلحة السورية شنت هجوما فاعلا في محافظة إدلب، واستردت خان شيخون. وبما أن تركيا تعهدت بالهدوء في هذه المنطقة ولم تتمكن من الوفاء بوعدها، فإن الموضوع الرئيس للمفاوضات ربما كان طلب أردوغان التأثير في دمشق.

تتمثل مهمة الرئيس التركي في حماية مصالح مؤيديه في إدلب بطريقة أو بأخرى، والذين يستفيدون من سيطرة أنقرة على هذه الأرض. الحديث، يدور عن “الإخوان المسلمين”. بدء الهجوم السوري غيّر الواقع ووضع أردوغان أمام ضرورة اتخاذ قرار عاجل. فهو، على الأرجح، طلب ضمانات معينة لأنصاره وشرح أين يمكنهم التأثير على الوضع في إدلب وأين لا. وعلى وجه الخصوص، في خان شيخون، المدينة التي كان يسيطر عليها الوهابيون خصوم جماعة الإخوان المسلمين. وإذا ما تلقى الإخوان المسلمون بالذات الضربة، فينبغي أن لا تندلع حرب تركية سورية. ولذلك، كان ينبغي مناقشة الوضع، وإيجاد حل. بقية الأسئلة، حول التعاون الاقتصادي والعسكري التقني كانت مكملة للموضوع الرئيس.

يجب أن يكون مفهوما أن أردوغان يتلقى الدعم الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه من جماعة الإخوان المسلمين، وكرسيه الآن يهتز. العديد من القوى المختلفة مستاءة من بقائه كل هذه الفترة الطويلة في السلطة. لكن أردوغان “عبقرية انتخابية”، فهو يفوز باستمرار بأرقام تتراوح بين 52 و 54 في المائة، ومهاراته في التقانات السياسية ليست موضع شك. لكنه خسر اسطنبول وإزمير وأنقرة في الانتخابات البلدية، وإذا فقد الآن دعم جماعة الإخوان المسلمين التركية، فسيصبح وضعه مذريا.

وفي دفاعه عن جماعة الإخوان المسلمين في إدلب، يفكر أردوغان أولاً وقبل كل شيء بتوظيف ذلك في الحفاظ على كرسيه..

سعيد غفوروف – “فوينيه أوبزرينيه”